وقال المتحدث باسم الوزارة، بيتر كوك، خلال مؤتمر صحفي: "قبل كل شيء، لست متأكدا من أن العملية الروسية تمتد إلى تلك المناطق في سوريا، لكن كنا في الماضي قد أبلغنا الروس بتلك المناطق الجغرافية المحددة التي طلبنا منهم عدم قصفها، سوف نستمر في مناقشة هذه المسألة مع الجانب الروسي".
ورفض كوك الحديث عن مجرى تلك النقاشات التي تجريها وزارته مع الجانب الروسي، مؤكدا في الوقت نفسه، العزم على اتخاذ تدابير إضافية لضمان سلامة الطاقم الأمريكي والحد من المخاطر التي قد يواجهها.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن في وقت سابق من الاثنين نية بلاده إرسال 250 جنديا إضافيا إلى سوريا، لتدريب ومساعدة "القوات المحلية" في حربها ضد تنظيم داعش.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس الأمريكي في ختام زياته إلى ألمانيا. ودعا أوباما الدول الأوروبية إلى المشاركة في الحرب ضد داعش الذي بات يشكل أكبر تهديد، حسب وصفه.
البيت الأبيض: لا تغيير في مبادئ مواجهة "داعش"
أعلن البيت الأبيض، الاثنين 25 أبريل/نيسان، أن المبادئ الأساسية التي تستند إليها الولايات المتحدة في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي لم تتغير.
وفي تعليقه على إعلان الرئيس باراك أوباما عن إرسال 250 عسكريا أمريكيا إضافيا إلى سوريا، قال بن رودس، مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون السياسة الخارجية، إن "النموذج الذي نعمل وفقه هو قدرة التحالف الجوية، وتوفير التحالف للأسلحة والعتاد والإعداد، وكذلك القوات الخاصة، التي تساعد، إذا لزم الأمر، في تحقيق التقدم على الأرض".
وتابع المستشار: "لقد تأكدنا من أن المجموعة الصغيرة التي نشرناها في سوريا قبل عدة أشهر أظهرت فعاليتها العالية كعامل تعزيز للقدرات القتالية، وفي بعض المناطق في شمال سوريا وشرقها نرى تقدما وطرد "داعش" من بعض البلدات.. نريد تعجيل هذه العملية ونرى أن إرسال أعداد إضافية من القوات الخاصة الأمريكية يمكن أن يلعب دورا حاسما".
وأكد رودس أن مهمة القتال ضد مسلحي "داعش" ستقوم بها "القوى المحلية" وليس الأمريكيون الذين سيؤدون وظائف التنظيم والمساعدة، دون أن يُجب عن سؤال عن مكان انتشار القوة الأمريكية الإضافية، وعدد العسكريين الذين سيساعدون المقاتلين الأكراد في سوريا.
وبهذه الخطوة سيزيد عدد القوات الأمريكية في سوريا إلى نحو 300 فرد، وتهدف عملية نشر جنود إضافيين إلى تحقيق مزيد من المكاسب ضد تنظيم داعش. ويرى المراقبون أن هذه الخطوة تعكس ثقة الولايات المتحدة في قدرة القوات التي تدعمها داخل سوريا والعراق لاستعادة الأراضي التي يسيطر عليها مسلحوا التنظيم.
ويؤكد هذا القرار الذي أوردته في البداية صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا لـ"رويترز" في أول أبريل/نيسان، قال إن إدارة أوباما تفكر في زيادة كبيرة في عدد القوات الأمريكية في سوريا .
وقال مسؤولون أمريكيون في إدارة أوباما إن "الرئيس أجاز سلسلة من الخطوات لزيادة دعم شركائنا في المنطقة، بما في ذلك قوات الأمن العراقية، بالإضافة إلى القوات المحلية السورية التي تقاتل تنظيم داعش".
ويختتم أوباما جولة دولية استمرت ستة أيام بدأت في الرياض حيث أجرى محادثات مع زعماء مجلس التعاون الخليجي الذين يشعرون بقلق من تراجع التزام واشنطن بأمن حلفائها في الشرق الأوسط.
وبعد ذلك الاجتماع تفادى أوباما الإجابة على سؤال عما إذا كان سيضيف قوات خاصة في سوريا، وقال "لن تكون أي من الخيارات جيدة إذا أخفقت المحادثات السياسية في إنهاء الحرب الأهلية هناك".
وقال أوباما إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل تنظيم داعش، حقق مكاسب كبيرة في تقليص مساحة الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا وتقليل عدد أفراده وقطع تمويله.
وفي العراق تراجع تنظيم الدولة الإسلامية منذ ديسمبر/كانون الأول العام الماضي عندما فقد السيطرة على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار بغرب العراق. وفي سوريا طردت القوات الحكومية، بدعم من سلاح الجو الروسي، مسلحي التنظيم من مدينة تدمر الأثرية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الأسبوع الماضي أنه سيتم إرسال نحو 200 جندي آخرين إلى العراق، وذلك بشكل اساسي لتقديم المشورة للقوات العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وهيمن الوضع في سوريا على المحادثات التي جرت يوم الأحد بين أوباما وميركل. وكانت المستشارة الألمانية قد عادت من زيارة لتركيا لتفقد مخيمات اللاجئين على طول الحدود.
وبعد الاجتماع مع ميركل لمدة 90 دقيقة تقريبا قال أوباما للصحفيين إنه يشعر "بقلق عميق" إزاء تصاعد العنف في سوريا، حيث صعدت القوات الحكومية قصف مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة حول مدينة حلب الاستراتيجية.
ومن المقرر أن يجتمع أوباما وميركل يوم الاثنين، مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، لبحث الوضع في سوريا وقضايا أخرى في مجال السياسة الخارجية.
المصدر: وكالات