إن سرطان البنكرياس من بين الأمراض السرطانية الأكثر انتشارا في العالم، كما أنه يحتل المركز الرابع بين أسباب وفيات المصابين بالأمراض السرطانية. وما يزيد التشخيص المبكر للمرض تعقيدا، أن هذا النوع من السرطان غالبا لا ترافقه ظواهر حادة، لذلك يتم تشخيصه في مراحل متأخرة عندما لا تبقى لدى المصاب أية فرصة للشفاء من المرض.
ويبدو أن علماء أمريكيين تمكنوا من إحراز بعض التقدم في ما يتعلق بمهمة إيجاد سبل التشخيص الأولي المبكر لسرطان البنكرياس المميت.
فقد اكتشف فريق البحث من جامعة نيويورك الأمريكية أن وجود في الفم بكتريا Porphyromonas gingivalis وبكتريا Aggregatibacter actinomycetemcomitans يرفع من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة تصل إلى أكثر من 50%.
ومن المعروف أن هذين النوعين من البكتيريا يسببان أمراض اللثة ودواعم الأسنان.
وقام فريق البحث برئاسة الدكتور جيونغ آن Jiyoung Ahn بتحليل عينات اللعاب المأخوذة من أكثر من 730 شخصا. وفي بداية الدراسة كان جميع المشاركين غير مصابين بمرض السرطان. واستغرقت التجربة 10 سنوات وهي الفترة التي أصاب خلالها سرطان البنكرياس ما يقارب نصف المشاركين.
وأظهرت نتائج فحص عينات البكتيريا المتواجدة في لعاب المصابين بالسرطان، تغير تركيبة البكتيريا في عيناتهم مقارنة بعينات غير المصابين بهذا النوع من السرطان، حيث ظهر هناك النوعان المذكوران من الميكروبات.
هكذا، أكدت الدراسة مرة أخرى ضرورة اتباع ارشادات الحفاظ على صحة الفم والأسنان منذ الصغر، وإجراء الفحوص الدورية اللازمة، لا من أجل الحفاظ على جمال الأسنان فقط، بل والصحة أيضا.
وكما شدد العلماء على أن نتائج الدراسة ستساعد على خفض مخاطر الإصابة بسرطان البنكرياس، فضلا عن أنها قد تتيح للأطباء وسيلة رخيصة وسهلة لتشخيص سرطان البنكرياس مبكرا.
المصدر: medicaldaily.com