ومن المنتظر أن يعرض الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ترشيح فلاديمير غرويسمان على مجلس الرادا (البرلمان) اليوم من أجل تشكيل حكومة أوكرانية بعد استقالة رئيس الحكومة أرسيني ياتسينيوك.
ومن المرجح أن ينجح الائتلاف، الذي تشكل من أكبر حزبين في أوكرانيا لتنصيب غرويسمان رئيسا للوزراء خلفا لياتسينيوك الذي كان قد أعلن استقالته منذ يومين، مشددا على أنه يتنحى عن منصبه ليعود بصلاحيات أكبر من صلاحيات رئيس الحكومة.
وتوقفت هذا الأسبوع الصراعات التي استمرت طوال الأشهر الأخير، وخاصة عقب انهيار الائتلاف الحكومي الموالي لياتسينيوك في البرلمان.
وكان ياتسينيوك رفض طلب الرئيس بوروشينكو تقديم استقالته، ما هدد بأزمة برلمانية وسياسية في البلاد. وبالفعل فشل البرلمان الأوكراني في سحب الثقة من الحكومة ولم يبق إلا استقالة رئيس الوزراء الذي رفض كل الدعوات في هذا الصدد.
وتأتي استقالة ياتسينيوك الآن لتفتح الطريق أمام بوروشينكو للدفع بجرويسمان، الذي يعد أحد المقربين منه، لتولي مسوولية التشكيل الوزاري الجديد الذي قد يؤدي عمليا إلى رحيل الإصلاحيين المدعومين من الغرب بقيادة ياتسينيوك، أو تقليص نفوذهم في المشهد السياسي الأوكراني، وتعزيز سيطرة الرئيس بيترو بوروشينكو الذي لم يكن يملك التأثير الكافي على السياسات الرئيسة للبلاد في ظل وجود مجموعة الليبراليين الجدد الموالين للغرب.
ووسط مخاوف عديدة من تحرك مناصري مجموعة اللييراليين والتنظيمات القومية المتطرفة للتأكيد عبر مساحتهم في المشهد السياسي المقبل، تصدر إشارات سياسية مهمة حول إمكانية أن يضع ترشيح غرويسمان نهاية للأزمة السياسية والبرلمانية، وفق تقارير محلية وغربية.
وأظهرت الدول الأوروبية اهتماما كبيرا بتحركات بوروشينكو في اتجاه زيادة نفوذه، وخاصة أن الغرب قد بدأ يظهر انزعاجا من سياسات ياتسينيوك وخلافاته الدائمة مع الرئيس بوروشينكو. وتعوِّل تقارير غربية على أن نجاح بوروشينكو في وضع غرويسمان رئيسا للحكومة قد يكون عاملا جيدا لمحاربة الفساد الذي تسبب في فقدان ثقة الدول والمؤسسات المالية الغربية في الاقتصاد الأوكراني. كما تعول سلطات كييف على أن يفتح مجئ غرويسمان الباب أمام أوكرانيا للحصول على قروض من صندوق النقد الدولي، ومساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتغلب على مشاكلها الاقتصادية الصعبة.
وعلى الصعيد السياسي وإمكانية تعامل كييف بجدية مع اتفاقيات مينسك بشأن تسوية الأزمة في شرق البلاد، يصعب توقع أي شئ من حكومة غرويسمان في حال تشكيلها. ويخشى قطاع لا بأس به من المراقبين أن ينتهج بوروشينكو سياسات أكثر تشددا بشأن الأزمة في منطقة دونباس في حال نجحت حكومة غرويسمان في الحصول على أموال من الغرب. ولكنهم من جهة أخرى أكدوا على أن معدلات الفساد والصراعات السياسية في أوكرانيا قد تبدد أحلام بوروشينكو وغرويسمان في أي استقرار أو تقدم في المشهدين السياسي والاقتصادي في البلاد.
أشرف الصباغ