وقال إخيلياس تزيموس، ممثل منظمة "أطباء بلا حدود" في مخيم إيدوميني الواقع على الحدود اليونانية المقدونية في حديث لوكالة "فرانس برس": "أصيب نحو 300 شخص وتولت وحدتنا الطبية معالجة 200 منهم من مشاكل في التنفس، و30 من جروح تسبب بها الرصاص البلاستيكي".
واندلعت أعمال الشغب والاشتباكات التي استمرت لساعات عدة عصر الأحد بعد تحول تظاهرة شارك فيها نحو 500 مهاجر طالبوا بـ"فتح الحدود" إلى محاولة لعبور الحدود من اليونان إلى مقدونيا من خلال تدمير جزء من السياج الحدودي بين البلدين.
ونقلت "فرانس برس" عن زوران لازاروفسكي، المسؤول في مركز استقبال مقدوني قرب الحدود، قوله إن "ثلاث مجموعات من المهاجرين تضم كل منها 500 شخص حاولت عبور الحدود عبر تدمير السياج في ثلاثة أماكن مختلفة".
بدوره أفاد وزير الداخلية المقدوني أوليفير سباسوفسكي الأحد بأن 15 شرطيا أصيبوا، بينهم 5 في حالة حرجة، إثر مواجهات اندلعت بين قوات الأمن ومهاجرين بالمنطقة الحدودية اندومني.
وسبق أن قال مصدر في الشرطة المقدونية رفض الكشف عن هويته لوكالة "رويترز" إن اللاجئين، الذين حاولوا اجتياز الحدود إلى الأراضي المقدونية، كانوا يلقون الحجارة على عناصر الشرطة، الذين ردوا بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع".
وأوضح المصدر أن المهاجرين حاولوا تدمير السياج الحدودي من الطرف اليوناني، لكنهم فشلوا ولم يتمكنوا من التسلل إلى الأراضي المقدونية.
كما أشار المصدر إلى أن هذه العملية لم تشكل محاولة منظمة لاجتياز الحدود اليونانية المقدونية، مضيفا أن عدد اللاجئين، الذين شاركوا في هذا الحادث تراوح بين 150 إلى 200 شخص، وذلك في وقت أفادت فيه وسائل إعلام مختلفة بأن هذا الرقم تجاوز 500 شخص.
من جانبه قال أحد اللاجئين لقناة "RT": "إما سندمر اليوم السياج أو سنلقى مصرعنا".
جدير بالذكر أن أكثر من 10 آلاف لاجئ من الشرق الأوسط لا يزالون في مخيم إيدوميني، الواقع على الحدود اليونانية المقدونية، حيث يواجهون مخاطر متزايدة من نقص المواد الغذائية والمأوى والمياه والرعاية الصحية، بسبب التدفق الكثيف للمهاجرين إلى الحدود اليونانية المقدونية.
أما السلطات المقدونية فلم تكتف بفرض إجراءات رقابة حدودية مشددة خلال الأشهر الماضية، لكنها أغلقت في العاشر من مارس/آذار الماضي كامل حدودها أمام اللاجئين.
يذكر أن أوروبا تواجه في الوقت الراهن أكبر أزمة لاجئين في تاريخها، منذ الحرب العالمية الثانية، وسجلت وكالة "Frontex" الأوروبية لمراقبة الحدود 1.83 مليون حالة لعبور الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، بصورة غير شرعية، خلال العام 2015، فيما تم رصد ما يقارب 130 ألف حالة أخرى خلال الشهرين الأولين من العام 2016.
ويقضي الاتفاق، الذي وقعه قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في 18 مارس/آذار من العام الجاري مع السلطات التركية والخاص بأزمة اللاجئين، بإعادة جميع المهاجرين، الذين وصلوا إلى الأراضي اليونانية عبر البحر بعد 20 مارس/آذار، إلى تركيا.
المصدر: وكالات