نفى خليفة الغويل، رئيس حكومة "الإنقاذ الوطني" غير المعترف بها في طرابلس، ما تناقلته وسائل الإعلام عن موافقته على تسليم السلطة لحكومة الوفاق الجديدة.
وأصدر الغويل بيانا، الأربعاء 6 أبريل/نيسان، موجها إلى وزرائه، نشر على موقع حكومته وحمل توقيعه جاء فيه:" نظرا لمتطلبات المصلحة العامة وحساسية الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد، يطلب منكم، كل في ما يخصه، الاستمرار في تأدية المهام الموكلة إليكم".
وأضاف أن "كل من يتعامل مع القرارات الصادرة عما يعرف بالمجلس الرئاسي (حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج) "سوف يعرض نفسه للمساءلة القانونية".
وألقى رفض حكومة طرابلس (غير المعترف بها) التنازل عن الحكم ظلالا على الآمال المعلقة لإعادة الاستقرار الى البلاد.
وكانت وسائل الإعلام أكدت، الثلاثاء، أن حكومة "الإنقاذ الوطني" الليبية تنازلت عن السلطة لحكومة الوحدة الوطنية المدعومة من الأمم المتحدة.
وأوضحت أن حكومة الغويل قررت التخلي عن السلطة "تأكيدا على حقن الدماء وسلامة الوطن من الانقسام والتشظي".
وطلبت حكومة الوفاق الوطني، في قرار نشرته على صفحتها على موقع "فيسبوك" بعد ساعات من أعلان حكومة طرابلس مغادرة الحكم، من "كافة الوزارات والمؤسسات والمصالح والمراكز والهيئات استخدام شعار حكومة الوفاق الوطني".
كما طلبت الحكومة من المصرف المركزي وديوان المحاسبة "تجميد حسابات الوزارات والهيئات والمصالح العامة"، فيما عدا رواتب الموظفين الحكوميين، مؤكدة أن أي مصاريف خاصة بأي طرف رسمي يجب أن تتم بموافقتها.
وكانت حكومة الوفاق الوطني وصلت طرابلس قبل أسبوع، وحظيت بدعم سياسي كبير مع إعلان بلديات مدن في غرب وجنوب البلاد الولاء لها. كما نالت تأييد المؤسسات المالية والاقتصادية الرئيسية، وفي مقدمتها المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، والمؤسسة الليبية للاستثمار في طرابلس.
يذكر أن حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج انبثقت عن اتفاق السلام الذي وقعه أعضاء في برلمان طرابلس (غير المعترف به) وبرلمان طبرق المعترف به دوليا. لكن التوقيع حصل بصفة شخصية في اجتماع بالصخيرات المغربية في ديسمبر/كانون الأول برعاية الأمم المتحدة.
كما وقع 100 نائب من أصل 198 من أعضاء برلمان طبرق بيانا أيدوا فيه حكومة الوفاق، بعدما فشل البرلمان في مناسبات عدة في عقد جلسة للتصويت على الثقة.
من جهته، جدد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر، خلال زيارة إلى طرابلس، الثلاثاء، دعوة البرلمان في طبرق إلى الانعقاد "والموافقة على حكومة الوفاق الوطني"، مشير إلى أن ليبيا "يجب أن تبقى موحدة وهي تسير على طريق السلام والأمن والازدهار".
ويأمل المجتمع الدولي أن تتمكن حكومة السراج من الاستقرار بشكل كامل في طرابلس ومباشرة مهامها لمساندتها في مواجهة خطر تمدد تنظيم "داعش" في ليبيا ومكافحة الهجرة غير الشرعية من السواحل الليبية نحو أوروبا وخاصة إلى إيطاليا.
المصدر: أ ف ب