وتبرأت إدارة الموقع، في بيان نشرته على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من الوثائق التي نشرت باسم "انكيفادا" وتتهم سياسيين ورجال اقتصاد تونسيين، منهم الرئيس التونسي السابق الدكتور محمد المنصف المرزوقي.
ونفى المشرفون على الموقع كل هذه الوثائق التي نشرت بإسمه معلنين أنهم تعرضوا للقرصنة من طرف جهات مجهولة، وأن الوثيقة الوحيدة التي صدرت عن الموقع هي المتعلقة بالسياسي محسن مرزوق.
بدوره تبرأ المنصف المرزوقي من خلال تدوينة له على "فيسبوك" من الاتهامات التي وجهت له قائلا: "غرفة العمليات تريد تحويل الأنظار وزجي في قضية "بناما بايبيرز" (أوراق بنما) بما يثير الازدراء.. بالطبع الأمر كذبة مفضوحة تضاف لقائمة الأكاذيب الطويلة التي لفقت ضدي.. القضاء سيقول كلمته والتحقيق في الأسماء الحقيقية يجب أن يبدأ الآن".
وأكد عدنان منصر الأمين العام لحزب "حراك تونس الإرادة" الذي يترأسه المرزوقي أن"موقع انكيفادا وقعت قرصنته وإدخال محتوى مزور، والمضمون الوحيد الذي نشره الموقع بناء على الوثائق هو مضمون يخص فقط محسن مرزوق".
يذكر أن موقع "انكيفادا" هو ممثل "الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين" في تونس، وقد شارك صحفيان من العاملين في الموقع، وهما مالك الخضراوي مدير الموقع وسناء السبوعي رئيسة تحرير النسخة الفرنسية للموقع، في العمل الاستقصائي المعروف بـ"أوراق بنما".
وكان الموقع قد خصص أولى مقالاته (وثائقه) للسياسي محسن مرزوق مدير الحملة الإنتخابية للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وأحد مؤسسي حزب "نداء تونس".
وقد ذكر اسمه في إحدى الوثائق المسربة (أوراق بنما) البالغ عددها 11 مليون وثيقة، حيث ذكر فيها أنه طلب معلومات لإنشاء شركة "أفشور" تحت اسم "MM Business" في أثناء إشرافه على الحملة الإنتخابية للسبسي سنة 2014، وذلك لتحويل أموال وتهريبها إلى الخارج دون دفع الضرائب. وسأل محسن مرزوق المحامين عن إمكانية أن ينقل سياسي تونسي جزءا من نشاطه إلى الخارج.
وأضاف الموقع أن مرزوق كان قد تلقى إجابة من مكتب المحاماة لتوضيح الإجراءات والشروط اللازمة لبعث هذا النوع من الشركات في شهر أبريل 2015، وعمد مكتب المحاماة إلى طرح أسئلة على مرزوق للتثبت من هويته ومعرفة وضعيته وما يريد أن يفعله بالضبط.
ووفقا لموقع "إنكفادا" فإن محسن مرزوق أجابهم معرفا بنفسه كمقيم في تونس يسعى إلى خلق شركة غير موطنة للإستثمار، وأعلم مكتب "موساك فونسيكا" أنه يريد مزيدا من المعلومات عن تكوين الشركات وعن تعريفة الخدمات في هذا المجال.
وأجاب المكتب فوريا وعين له مستشارا لمتابعة الملف وبعث له عددا من الوثائق منها وثائق تعريفة تكوين الشركة التي تناهز مبلغ 1350 دولارا فقط، لكن يبدو أن محسن مرزوق غير رأيه ولم يعاود الإتصال أو الإجابة على رسائلهم الإلكترونية.
في سياق متصل نفى الأستاذ الهاشمي محجوب محامي محسن مرزوق، المنسق العام لحركة "مشروع تونس"، ما تم تداوله بخصوص علاقة مرزوق بمكتب المحاماة البنمي موساك فونسيكا.
وتحدى مرزوق موقع "إنكفادا" بأن ينشر الرسائل الإلكترونية التي تحدث عنها مشيرا إلى أنه سيلجأ إلى القضاء وأن هذه الحملة هي من الحملات المسعورة التي تنفذ ضده، مهددا في الوقت نفسه كل من نشر وأعاد نشر هذا الخبر بأنه يتحمل مسؤوليته أمام القضاء.
وكشفت الوثائق المسربة أن أكثر من 140 مسؤولا سياسيا وشخصية عالمية هربوا أموالا إلى ملاذات ضريبية مثل الجزر العذراء البريطانية أو دول صغيرة في المحيط الهادئ.
وأطلق مصطلح "أوراق بنما" على مجموعة من الوثائق قيل إنها تعود لشركة "موساك فونسيكا" البنمية والتي سربت إلى العلن. واعتبرت وسائل الإعلام هذه التسريبات الأكبر في العالم، فهي تتضمن ما يربو على 11.5 مليون وثيقة، تظهر قيام عدد من نجوم السياسة والفن والرياضة بإيداع أموالهم في ملاذات مصرفية آمنة عبر شركة "موساك فونسيكا".
المصدر: وكالات