وقام الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين بإعداد تحقيق حول تعاملات مالية مختلفة جرت في مناطق "أوفشور"، على أساس ما أطلق عليها "أوراق بنما"، استنادا إلى 11,5 مليون وثيقة مسربة، وهي الوثائق المهربة من شركة "موساك فونسيكا".
ووفقا لهذه التقارير، فإن المستندات المسربة تظهر كيف يخفي ساسة بارزون ونجوم رياضة ومجرمون كبار من مختلف أنحاء العالم ثرواتهم الباهظة.
وكشفت هذه الوثائق تورط 19 رياضيا آخرين، غير النجم الأرجنتيني، وعلى رأسهم ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، والتشيلي إيفان زامورانو أسطورة ريال مدريد، والبطلة الأولمبية للتزلج الفني على الجديد الروسية تاتيانا نافكا زوجة دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي.
وذكرت صحيفة "ماركا" الإسبانية أن وثائق " أوراق بنما" كشفت تورط ميسي نجم برشلونة في قضية جديدة للتهرب الضريبي، حيث يملك الأرجنتيني ووالده شركة أخرى في بنما تحت مسمى "ميجا ستار"، وتم اكتشاف هذه الشركة عن طريق شركة "موسكا فونسيكا"، وهي شركة في بنما متخصصة للعمل خارج البلاد.
وأضافت الصحيفة في تقريرها أن الشركة المذكورة تعد بمثابة ستار يخفي ميسي ثروته الضخمة خلفه كي يستطيع التهرب من الضرائب، وقد أعلن عن ذلك بعد يوم واحد فقط من رفع المدعي العام في إسبانيا دعوى على ميسي ووالده بالتهرب الضريبي.
وأشارت ماركا في نهاية التقرير إلى أن ميسي قرر مقاضاة بعض وسائل الإعلام الإسبانية التي نشرت هذه الوثائق.
المتحدث باسم الكرملين: لا توجد لدى زوجتي أي شركات (أوفشور)
وقال المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، زوج البطلة الأولمبية للتزلج الفني على الجديد الروسية تاتيانا نافكا، الاثنين 4 أبريل/نيسان، وفق موقع "لينتا.رو":" لا توجد عند زوجتي ولم تكن لديها أي شركات (أوفشور)، هي لم تفتح قط أي منها، ولم تستطع إغلاقها".
وأضاف بيسكوف أنه بناء على هذه المعطيات، استنتج عدم موثوقية البيانات الأخرى التي نشرت. ورفض بيسكوف الكشف عن تاريخ عقد قرانه الرسمي مع نافكا.
ووصف بيسكوف ما جاء في التقرير الذي أعده الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين والذي يتخذ من واشنطن مقرا له، بأنه "تلاعبات" وقلب للحقائق، مضيفا أن الكرملين لا يرى ما يستوجب الرد على مثل هذه المزاعم الخالية من أي تفاصيل ووقائع.
يذكر أن الصحفيين الذين أعدوا التقارير حول الوثائق، استخدموا اسم بوتين في العناوين الرئيسة حول الوثائق التي تظهر فيها أسماء عدد من الزعماء العالميين الحاليين والسابقين والرياضيين، على الرغم من أن اسم الرئيس بوتين غير وارد فيها على الإطلاق.
وعلى الرغم من عدم إبراز أي أدلة على تورط بوتين في التعاملات المذكورة في الوثائق، تركز معظم التقارير الإعلامية حول هذا الموضوع على دور "أشخاص مرتبطين بـ بوتين" في تعاملات مالية مختلفة جرت في مناطق "أوفشور".
وأشار التحقيق أيضا إلى أن شركات روسية ومواطنين روس تورطوا في غسيل حوالي ملياري دولار. ويقول المحققون إن هؤلاء الأشخاص مقربون من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن المحققين يؤكدون في الوقت ذاته أن اسم الرئيس الروسي لم يظهر في أي من الوثائق المهربة.
بلاتيني يفند مزاعم "وثائق بنما"
نفى رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) الموقوف، الفرنسي ميشيل بلاتيني، قيامه بالتهرب الضريبي رغم ورود اسمه في "وثائق بنما" المسربة.
وتشير الوثائق المسربة إلى أن بلاتيني استعان بشركة "موساك فونسيكا" البنمية التي تقدم الخدمات القانونية لتسجيل شركات في الملاذات الضريبية "الآمنة"، لكي يدير شركة داخل البلد اللاتيني تم تأسيسها هناك في ديسمبر/كانون أول العام 2007.
وأشار محامو بلاتيني، في بيان، إلى أن "الحسابات والثروات الكاملة" لبلاتيني "معروفة من قبل الهيئة الضريبية في سويسرا، وهي البلد التي تمثل مقره الضريبي منذ العام 2007".
وذكرت صحيفة (لو موند) أن بلاتيني هو الإداري الوحيد لشركة "Balney Enterprises Corp"، التي تم تأسيسها في ديسمبر 2007 أي بعد نحو 11 شهرا من تولي الفرنسي رئاسة اليويفا.
وأكد محامو بلاتيني "الاحتفاظ بكافة الحقوق ضد المعلومات الخاطئة والإدعاءات التي يمكن نشرها في إطار هذا التحقيق الصحفي".
وكانت لجنة الأخلاق التابعة للفيفا، قد فرضت، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، عقوبة الإيقاف بحق بلاتيني والسويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم سابقا، لمدة ثمانية أعوام، ومنعتهما من مزاولة أي نشاط كروي بسبب دفعة مالية غير مشروعة بقيمة مليوني فرنك سويسري حصل عليها بلاتيني في العام 2011، بموافقة رئيس الفيفا (بلاتر) ، نظير عمل استشاري قدمه لبلاتر بين الأعوام 1999 و2002، دون عقد مكتوب بينهما.
المصدر: وكالات