السيسي أكد أن العمليات الإرهابية لن تزيد المصريين إلا إصرارا على مواصلة الحرب ضد الإرهاب والتطرف، داعيا إلى التحلي بأعلى درجات اليقظة، تحسبا لمحاولات قوى الشر للنيل من أمن وسلامة المواطنين وعناصر القوات الأمنية.
وفي الوقت، الذي تُجري فيه القاهرة مراجعة لخططها وتدابيرها الأمنية لمواجهة الإرهاب، الذي تعالت موجته مرة أخرى في سيناء، صدر عن اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا، الذي عقد في تونس وشارك فيه وزير الخارجية المصري سامح شكري، بيان أعرب فيه الوزراء عن بالغ قلقهم من تنامي التهديدات الإرهابية، داعين إلى تكاتف الجهود لمحاربتها بتعزيز التعاون عبر الحدود.
ورحب الوزراء ببيان المجلس الرئاسي الليبي، الذي أعلن فيه عن بدء عمل حكومة الوفاق، ودعوا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة إلى تحمل مسؤولياتهما لاستكمال المسار. معربين عن دعم دول الجوار للاتفاق السياسي والمجلس الرئاسي.
المجتمعون شددوا على ضرورة تسريع انتقال المجلس الرئاسي إلى طرابلس، معربين عن رفضهم لأي تدخل عسكري لمقاومة الإرهاب.
وقال وزراء الخارجية إن أي عمل عسكري لمقاومة الإرهاب يجب أن يكون بناء على طلب من حكومة الوفاق.
وكان اجتماع مغلق قد ضم، الاثنين 21 مارس /آذار، رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ومبعوثة الاتحاد الأوروبي ناتاليا آبوستولوفا؛ وخُصص، بحسب مصدر أوروبي رفيع، لمناقشة الترتيبات الأمنية، لضمان انتقال حكومة السراج إلى طرابلس، حيث تعهد الاتحاد الأوروبي للسراج بدعم انتقال الحكومة إلى العاصمة الليبية ومباشرة عملها.
لقاء السراج ومبعوثة الاتحاد الأوروبي أعقبته دعوة من السراج إلى اجتماع دول جوار ليبيا، والذي قال فيه إن ليبيا لا تريد أن تكون دولة مصدرة للإرهاب، مشيراً إلى أن ما حدث في بنقردان دليل على تفاقم الوضع في ليبيا.
وكان اجتماع دول جوار ليبيا قد جرى بحضور وزراء خارجية دول جوارها الخمس: مصر، والسودان، والجزائر، وتشاد، والنيجر، وتونس؛ إضافة إلى المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج، ومبعوث الاتحاد الإفريقي إلى ليبيا جاكايا كيكويتي وممثلة الاتحاد الأوروبي.
وفي تعليق له على الوضع في ليبيا، قال نقيب الصحفيين المصريين الأسبق جلال عارف إن الموقف في ليبيا يزداد سوءا يوما بعد يوم.
وأضاف عارف أنه على الرغم من استفاقة الغرب المتأخرة على حجم الخطأ، الذي ارتُكب في ليبيا، فإنه لم يستجب حتى الآن لتحذيرات مصر من تدخل عسكري أجنبي يجعل الأمور أكثر سوءاً، ولتأكيد القاهرة خطأ التعامل اعتماداً على فكرة أن «داعش» هو الخطر الوحيد، ولا سيما أن كل عصابات الإرهاب خطر، وإن اختلفت الأسماء والرايات.
وذكَّر نقيب المصريين الأسبق بأن مصر وقفت من البداية مع دعم الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، ودعت إلى رفع حظر السلاح المفروض عليه، ولا سيما أن "الدواعش" بكل عصاباتهم يحصلون على السلاح بل ويهربونه إلى دول الجوار، وينالون الدعم من مصادر خارجية مثل تركيا وقطر، ويتركون العالم يتحدث عن الحل السياسي،
وفي حين أنهم لا يعرفون لغة سوى لغة الإرهاب، فإن مصر لا تستطيع أن تتجاهل الخطر المحدق بها.
إيهاب نافع