وهؤلاء يشكلون طائفة يهودية متطرفة، تطبق الطقوس الدينية وتعيش حياتها اليومية وفق "التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية".
ويعتبر الحريديم من اليهود الأصوليين وتنعتهم الصحافة الإسرائيلية بسم "أمهات الطالبان".
ويرتدي أتباع هذه الطائفة عادة أزياء يهود شرق أوروبا وهي معطف أسود طويل وقبعة سوداء وشال الطاليت الخاص بالصلاة عند اليهود.
وهم يطلقون لحاهم ويسدلون شعر رؤوسهم من خلف آذانهم في خصلات شعر مجدولة، وتتشابه نساء الحريديم في ملابسهن إلى حد كبير جدا مع النساء المسلمات المحافظات، إذ يرتدي الكثير من نساء الحريديم لباسا يكاد يطابق البرقع الذي ترتديه النساء المسلمات المحافظات.
ويقال إن الحريديم يتحاشون التحدث بالعبرية قدر الإمكان لأنهم يعتبرونها لغة مقدسة ويستخدمون بدلا منها " الايدش" لغة يهود أوروبا التي ظهرت خلال القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين من جمع لغات عدة منها الآرامية والألمانية والإيطالية والفرنسية والعبرية، ويستخدمها في الكلام حوالي 3 ملايين شخص حول العالم أغلبهم يهود أشكناز". وتستخدم "اليديشية الحروف العبرية في الكتابة ولكنها تختلف عنها في نفس الوقت.
ويتميز الحريديم بالتمسك بالشريعة اليهودية الأرثوذكسية "الهالاخاه" بشكل صارم وهم يفضلون نوع خاص من المدارس الدينية اليهودية يدعى "اليشيفات" يتعلمون الدين التقليدي والشريعة والتلمود، ويتعلم أبناء الطائفة الحريدية العلوم الدنيوية عند الحاجة فقط، من أجل إنقاذ الحياة (مثل الطب) أو من أجل كسب الرزق. أما دراسة الأدب، والفلسفة وغيرها، فمرفوض عندهم.
ويعتبر الحريديم محافظين إلى درجة التزمت وقلما يستخدمون التكنولوجيا وبرامجها مثل التلفزيون، والحاسوب، والهاتف النقال.
واليهودية الحريدية موجودة في مدينة القدس (في حارة "مئة شعاريم" مثلا وفي حارات يهودية أخرى)، وفي مدينة بني براك المجاورة لمدينة تل أبيب من جانبها وفي بعض حارات مدينة نيويورك.
وتجدر الإشارة إلى أن الحريديم وقفوا في البداية ضد الصهيونية عند تأسيسها، وعارضها الكثير منهم بشدة في مراحلها الأولى إذ اعتبروها حركة علمانية تهدد الحياة اليهودية التقليدية، أما اليوم فمعظمهم يؤيدون دولة إسرائيل ويتعاونون معها.
يمثل جمهور المتدينين الحريديم عدة أحزاب بناء على أصولهم فعلى سبيل المثال تمثل "الأشكناز" كتلة يهودات هتوراه (المنبثقة من أغودات وهديجل هتوراة)،
وأما الحريديم الشرقيين فيمثلهم حزب شاس.
المصدر: .mc-doualiya.com