"لا ياسيد أوباما".. بهذا العنوان خاطب الأمير السعودي تركي الفيصل في رسالته المفتوحة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، منتقدا تصريحاته الأخيرة التي نشرتها مجلة "ذي أتلنتيك" الأسبوع الماضي بشأن دور السعودية في منطقة الشرق الأوسط وتغريدها خارج السرب، على حد قوله.
فقد دان الأمير السعودي تركي الفيصل، الذي شغل أيضا منصب سفير السعودية لدى واشنطن، في رسالته المفتوحة التي نشرها موقع "آراب نيوز" باللغة الإنجليزية، تصريحات أوباما واستعرض مواقف السعودية فيما يخص قضايا إقليمية أبرزها دعم الرياض لجماعات المعارضة السورية التي تحارب داعش وتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين في المنطقة وتشكيل تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب.
نحن من ندعم بلادك
وجاء في نص رسالته:" لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا، ونحن من شاركناك معلوماتنا التي حالت دون وقوع هجمات قاتلة في الولايات المتحدة، نحن من يشتري السندات الحكومية الأمريكية ذات الفوائد المنخفضة لدعم بلادك.
ويقول السفير السابق لدى واشنطن إن القيادة الأمريكية انحرفت عن صداقة استمرت 80 عاما بين البلدين، واستبدلت بها قيادة إيرانية لا تزال تصف أمريكا بـ"الشيطان الأكبر"، كما أنها تدعم وتمول جماعات مسلحة في المنطقة وتحمي قيادات تنظيم القاعدة، على حد قوله.
وتساءل الفيصل عما إذا كان التغيير في موقف واشنطن من الرياض يعود إلى الموقف السعودي من الإخوان المسلمين في مصر الذين تسلموا مقاليد السلطة إبان سقوط نظام حسني مبارك، وأردف قائلا:" أم أن هذا التحول نابع من ضربة العاهل السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز على الطاولة خلال لقائكما الأخير، حيث قال لك:" لا خطوط حمراء منك مرة أخرى يا فخامة الرئيس".
وختم الأمير تركي رسالته بالقول:" نحن لسنا من أشرت إليهم بأنهم يمتطون ظهور الآخرين لنيل مقاصدهم، فنحن نسير أمام الركب ونقبل أخطاءنا ونصححها، وسنبقى حلفاء للشعب الأمريكي"، مذكرا بمساندة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب خلال عاصفة الصحراء، مكررا" هؤلاء هم نحن ياسيد أوباما".
وتشهد العلاقات بين الحليفتين عقبات منذ العام 2011 مع اندلاع الانتفاضات العربية، وحملت الرياض واشنطن "خطأ" عدم بذلها مجهودا أكبر لمنع الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، ليزداد التوتر حدة لا سيما بعدما توصلت إدارة أوباما إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وخطاب الأمير تركي الفيصل، الذي لا يتقلد أي منصب رسمي، يعكس مواقف كبار الأمراء، كما يرى موظفون كبار في البلاط، ويرون لآرائه تأثيرا في دوائر السياسة الخارجية بالرياض.
المصدر: وكالات