ولعل خير دليل على معاداة الأجانب في الفترة الأخير هو إضرام النار في مركز لإستقبال اللاجئين تحت تصفيق وتأييد حشد كبير من الألمان، وتعد حركة "بيغيدا" من أكبر المعاديين للمهاجرين، وهي تقود الحملة بشكل واسع في أنحاء البلاد.
وهاجم الإعلام الألماني السلطات ونعتها بأشد الأوصاف بسبب الهجمات الأخيرة ضد المهاجرين في البلاد، حيث عنونت صحيفة "تاز" اليسارية الاثنين صفحتها الأولى بـ "العار لسكسونيا" ملخصة شعورا منتشرا بأن البلاد مصدومة من جراء الأحداث التي وقعت في هذه المقاطعة الشرقية وأحيت ذكريات أليمة.
وأعادت هذه الأفعال إلى الذاكرة ما وقع في روستوك عام 1992 خلال أعمال العنف المناهضة للمهاجرين، وتم حرق مساكن تحت أنظار وتصفيق حشد من ثلاثة آلاف شخص.
وكتبت صحيفة "بي زي" الشعبية الاثنين: "مجددا تنتشر مشاعر السرور عندما تحرق المساكن".
ووقع حريق بوتزن بعد استقبال مئة متظاهر غاضبين مساء الخميس 18 فبراير/شباط حافلة لاجئين وصلت من مركز آخر في المقاطعة نفسها، وما زاد التوتر هو إنزال طفل بالقوة من الحافلة من طرف شرطي، وورود معلومات عن انتماء المسؤول عن المركز إلى حزب "البديل لألمانيا" المناهض للاجئين.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية الإثنين أنه جرت إقالة الشرطي المعتدي.
وقال ستيفان سيبرت المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن الأخيرة وصفت الحادث بالـ "معيب جدا" واتهمت الحشود بـ"الجبن".
كما أعلن الرئيس السابق لمجلس النواب، فولفغانغ تيرسي، الشخصية التي تحظى باحترام كبير في ألمانيا، أن "الحقد والعنف منتشران أكثر في الشرق".
وفي وقت سابق، وتحديدا الأحد 21 فبراير/شباط اجتمع عدد من المواطنين الألمان فيما النيران تشتعل بمبنى كان مقررا لإيواء اللاجئين في بلدة باوتسين شرق ألمانيا، وهم يصفقون فرحا فيما حاول بعضهم عرقلة عملية إطفاء النيران.
وأكدت مصادر في الشرطة آنذاك أن ما بين 20 إلى 30 شخصا تجمعوا في منطقة سكنية في بلدة باوتسن بولاية سكسونيا ليلا، عندما كانت النيران تلتهم المبنى الذي كان مقررا لإيواء لاجئين.
وأضافت أن بعض المتجمعين كانوا في حالة سكر والبعض الآخر قام بترديد شتائم و"عبر عن فرحه بالحريق"، مشيرة إلى أن الحريق لم يسفر عن أضرار بشرية.
المصدر : وكالات