وأوضح البروفيسور هوكينغ بأن الجسيمات إذ تسقط داخل الثقوب السوداء، فإنها "تتواجد باستمرار في أزواج، ثم تنفصل، ومن بعدها تندمج مرة أخرى، ثم قوم بعضها بإبادة بعض"، ووصف العالم الكبير هذه الجسيمات بأنها "افتراضية"، وذلك لأنها لا يمكن اكتشافها، حتى بواسطة كواشف الجسيمات المتقدمة.
لكنه أضاف أن آثارها غير المباشرة يمكن قياسها، وهو الأمر الذي أكد وجودها بالنسبة للعلماء، وعند انقلاب هذه الجسيمات فإنها تنتج "طاقة ضوئية طيفية من ذرات الهيدروجين النشطة، ومع وجود الثقوب السوداء، يمكن أن يسقط واحد من زوج الجسيمات الافتراضية داخل الثقب الأسود، ويترك الجسيم الآخر منفردا، وهو الذي يمكن أن يسقط في الثقب الأسود بعد شريكه، لكنه قد يهرب أيضا إلى ما لا نهاية، ليكوّن مع غيره من الجسيمات ما نعرفه بالإشعاع المُنبعث من الثقوب السوداء".
وذهب العالم الكبير إلى القول أنه سيكون من الممكن تسخير طاقة الثقوب السوداء، إذا كان حجمها ملائما لهذه العملية، لأن الثقب الأسود الذي يبلغ حجمه نفس حجم الشمس، من الممكن أن تتسرب منه جزيئات من المستحيل اكتشافها، ومع ذلك، يمكن أن يكون هناك ثقوب سوداء أصغر كثيرا من حيث كتلتها، أي تقريبا مثل كتلة جبل على سطح الأرض، وهذا "الثقب الأسود بحجم الجبل يمكنه أن يعطي قدرا من الأشعة السينية وأشعة غاما، بمعدل حوالي 10 ملايين ميجاوات، ما يكفي لتزويد إمدادات الكهرباء في العالم أجمع".
وقال هوكينج مازحا: "لقد بحث الناس طويلا عن الثقوب السوداء الصغيرة، ولكن حتى الآن لم يتم العثور على أي منها، وهذا أمر مؤسف، لأننا لو وجدنا واحدا منها لكنت حصلت على جائزة نوبل".
المصدر: إكسبريس