وأكدت زاخاروفا في مؤتمر صحفي الجمعة 29 يناير/كانون الثاني، أن روسيا كانت تدعو منذ البداية إلى الحوار بين دمشق وممثلي المعارضة السورية وتسوية الوضع سياسيا ودبلوماسيا.
كما أشارت الدبلوماسية الروسية إلى أن موسكو لم تعلن أبدا أنها تدعم بالكامل سياسة الرئيس السوري بشار الأسد ولم تعتبر كافة الجماعات المعارضة للأسد جماعات إرهابية، مضيفة أن موسكو تشير دائما إلى أخطاء ترتكبها دمشق.
ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية كل الأطراف السورية إلى المشاركة في مفاوضات جنيف دون شروط مسبقة من أجل البحث عن السبل الفعالة لإيجاد تسوية سياسية في سوريا.
وقالت ماريا زاخاروفا إن وفد الحكومة السورية قد وصل إلى جنيف ويقوم بإجراء اتصالات وثيقة مع الأمم المتحدة والخبراء الموجودين هناك، مضيفة أن خبراء روسا يعملون في جنيف.
وأشارت زاخاروفا إلى أن جماعات المعارضة السورية التي تشكلت نتيجة اجتماعات موسكو والقاهرة، هي الأخرى مستعدة للتعاون البناء دون أي شروط مسبقة، معربة عن أملها في أن معارضة قائمة الرياض ستعلن عن استعدادها للمفاوضات.
وقالت الدبلوماسية الروسية إن مفاوضات جنيف تمثل لحظة انعطاف في التسوية السورية فيما يتعلق بالبحث عن حلول وسبل لإيجاد تسوية سلمية.
وأكدت زاخاروفا من جديد رفض موسكو لمشاركة "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" وغيرهما من الجماعات الإرهابية في مفاوضات جنيف.
وقالت: "يجب ألا تشارك المنظمات الإرهابية في المفاوضات. وإذا تتحدثون عن مكافحة الإرهاب فإنها يجب أن تقوم على أساس مبادئ موحدة ودون معايير مزدوجة ودون تقسيم الإرهابيين إلى "أخيار" و"أشرار"، مؤكدة: "موقفنا المبدئي يتمثل في أن إشراك المنظمات الإرهابية غير مقبول. ونحن لن نتخلى عن ذلك".
من جهة أخرى أعربت زاخاروفا عن قلق موسكو بشأن زيادة نشاط تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات الإرهابية في أفغانستان وكذلك في ليبيا التي تتعثر فيها عملية تشكيل حكومة الوفاق.
وقالت إنه يمكن وضع حد لتفشي الإرهاب فقط من خلال تنفيذ بنود الاتفاق الليبي حول المصالحة الوطنية، معربة عن أمل موسكو في أن يتمكن رئيس الوزراء فائز السراج بمساعدة الأم المتحدة من إعداد قائمة متفق عليها لمجلس الوزراء الذي من الممكن أن يوافق عليه برلمان البلاد.
وبشأن الوضع في الشرق الأوسط أشارت زاخاروفا إلى أن نشاط إسرائيل الاستيطاني غير المشروع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عامل خطير لزعزعة الوضع في المنطقة، داعية جانبي النزاع إلى كسر الدائرة المغلقة من العنف المتبادل. وأكدت استعداد موسكو للمساهمة في تخفيف التوتر في المنطقة والمضي قدما نحو حل الدولتين.
كما أفادت زاخاروفا بأن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور في الفترة بين 1 و3 فبراير/شباط المقبل الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان لبحث تسوية الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب والمبادرة الروسية لضمان الأمن في منطقة الخليج إضافة إلى الوضع في سوق الطاقة والتعاون الاقتصادي والسياسي بين روسيا والإمارات وعمان.
وأكدت الدبلوماسية الروسية استعداد روسيا لعقد اجتماع جديد في إطار الحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي في موسكو الربيع المقبل.
المصدر: وكالات