تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن احتمال نشوب حرب خلال العام المقبل لا يزال منخفضا بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط، لكن تل أبيب لا تستبعد نشوب حرب على خلفية حادث خطير على الحدود قد يؤدي إلى تصعيد.
ويعود هذا حسب الجيش الإسرائيلي إلى ارتفاع التوتر على طول الحدود، سيما في الشمال مع سوريا ولبنان وفي الجنوب مع قطاع غزة، وانتشار الأسلحة في جميع هذه المناطق.
ومع ذلك، تعتقد إسرائيل أن حزب الله وحماس، وكذلك الجماعات الجهادية الأخرى على الحدود، وبعضها لا يبعد عن مواقع الجيش الإسرائيلي بضع مئات من الأمتار في الجولان، ترتدع من الجيش الإسرائيلي لأنها ترى في تل أبيب "لاعبا عدوانيا وغامضا".
الجيش الإسرائيلي يكرر تصريحات مشابهة لرئيس أركانه، غادي إيزنكوف الذي قال الأسبوع الماضي إن حزب الله لا يزال التهديد المركزي لإسرائيل، ويشير المسؤولون في الجيش إلى أن إسرائيليين قد يقعون في الأسر، بالإضافة إلى سقوط الاف الصواريخ على إسرائيل واستهداف السفن الحربية في المتوسط.
يضيف الجيش الإسرائيلي "الحرب القادمة ستكون مختلفة عن الحروب التي شهدناها في الثلاثة عقود الماضية.. المعركة ستكون معقدة للغاية.. حزب الله حول معظم المئتين قرية شيعية في جنوب لبنان إلى بؤر كبيرة.. يستثمر الحزب أكثر بتطوير دقة الصواريخ وتكبير حجم الرؤوس الحربية، بالإضافة إلى اتباع استراتيجية حرب الأنفاق ونقل المعركة إلى أراضينا.. حزب الله حفر قبل حماس، والنفق الذي حفره في قرية لبنانية منذ زمن، يمكنه من حفر مثيله على الحدود ولكن لدينا المعرفة والقدرة على إيذاء حزب الله.. سوف نضرب هذه القرى التي ستخلف الكثير من اللاجئين".
يشير قادة الجيش الإسرائيلي إلى أن حزب الله تدخل في سوريا والعراق وفقد 1300 مسلحا، وهو ضعف ما فقده خلال الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان، لكن أولويات الحزب تبقى تعزيز القوة ضد إسرائيل وليس ارسال المقاتلين إلى سوريا.
مع كل هذا يقول الجيش الإسرائيلي إن إيران خفضت ميزانية الحزب بعد الاتفاق النووي مع الدول الكبرى وهو ما يقوض قوة الحزب.
رغم الإحباط الإسرائيلي من الاتفاق النووي إلا أن هناك فوائد كبيرة
تشير تل أبيب إلى أن هناك ايجابيات بالنسبة لإسرائيل من الاتفاق النووي الإيراني "كان من الممكن التوصل إلى اتفاق أفضل.. هناك درجة من الإحباط لأن الاتفاق لا يتعامل مع التورط الإيراني في منطقتنا، لكن تقليص كميات اليورانيوم وأجهزة الطرد المركزي بشكل كبير هو شيء إيجابي لا يمكن النقاش فيه".
يشكك الجيش الإسرائيلي بأن رفع العقوبات عن الطهران سيخرجها من أزمتها الاقتصادية، وذلك لأن كمية كبيرة من الأموال التي ستفرج عنها الدول الغربية ستذهب لسداد الديون الإيرانية التي تراكمت خلال السنين الماضية.
لكن هذه التطورات لم تمنع إيران من مواصلة تنفيذ طموحها في الهيمنة الإقليمية وتمويل حماس والسعي إلى التأثير على الضفة الغربية ودعم البنية التحتية "للإرهاب" في الجولان.
أما بالنسبة للتقارب على المستوى الاستراتيجي بين روسيا والولايات المتحدة في حل القضية السورية، يقول الإسرائيليون إن هذا التقارب سيمكن من حل مشكلة أوكرانيا وغيرها من القضايا، وتشير تل أبيب إلى أن القوى العظمى معنية باستقرار المنطقة وعدم السماح للمتطرفين الاعتلاء إلى السلطة. ويلفت المسؤولون في الجيش الإسرائيلي إلى أن الروس لا يسلحون حزب الله، ولكنهم يتحدثون معه، في حين أن موسكو تقول إن هذا لمصلحة تل أبيب وجود خط مفتوح بين روسيا وحزب الله.
ليس جيدا لإسرائيل أن يتفوق الجانب الراديكالي على "داعش"
أما بخصوص الحرب الدولية على "داعش" فيقول الجيش الإسرائيلي " العالم قرر محاربة "داعش".. هذا هو التوجه.. علينا الذهاب مع العالم.. هناك شك في أن يترجم على الأرض أي اتفاق بشأن سوريا في جنيف أو فيينا.. نهاية مقلقة بالنسبة لنا أن ينتصر الجانب الراديكالي على "داعش" ويشعر بالقوة.. علينا العمل على أن يتم ذلك بطريقة أخرى، فالتنظيم تكيف في سوريا ويجب الانتظار بعض الوقت لكبح جماحه".
المصدر: يديعوت أحرونوت