ولم تكن هذه الخطوة مفاجئة إذ يعارض ساسة في صفوف حزب ميركل ونواب في كتلته البرلمانية موقف المستشارة من اللاجئين، حيث يهدف النواب الموقعون إلى ممارسة المزيد من الضغط على المستشارة رفضا لسياسة اللجوء التي تتبعها.
وأعرب أصحاب المبادرة عن أملهم في أن ينضم إليهم المزيد من أعضاء الكتلة البرلمانية للتحالف، والتي تضم 310 أعضاء.
هذا ويعمل أصحاب المبادرة على إجراء تصويت داخل الكتلة يتيح طرد اللاجئين القادمين من على الحدود وذلك قبل أن تلقي ميركل خطابا الثلاثاء 19 يناير/كانون الثاني.
وكان الرئيس السابق للحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الألمانية ورئيس حكومة ولاية بافاريا سابقا إدموند شتويبر، قد أنذر ميركل لتغير موقفها.
وقال شتويبر إن حزبه يعتزم التصرف بهدوء في النزاع القائم حول الحد من أعداد اللاجئين فقط حتى إجراء الانتخابات المحلية في عدة ولايات ألمانية الربيع القادم.
وصرح إدموند شتويبر، لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية في عددها الصادر الاثنين "يتعين على أنغيلا ميركل تغيير موقفها الآن، وإلا ستكون لذلك عواقب وخيمة بالنسبة لألمانيا وأوروبا"، مضيفا "آمل أن تقوم بذلك".
من جهته وجه زيغمار غابرييل نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك الثاني في الائتلاف الحاكم في برلين، انتقادات شديدة للمستشارة وحزبها فيما يتعلق بملف اللاجئين.
واتهم غابرييل ميركل وتحالفها المسيحي بالتخلي عن حزبه الاشتراكي الديمقراطي في ملف اندماج اللاجئين.
وأضاف غابرييل، الذي يشغل منصب وزير الاقتصاد، في اجتماع لقيادة حزبه، الاثنين 18 يناير/كانون الثاني قائلا "ما لا يجوز هو أن تحتفل السيدة ميركل بدعوة أكثر من مليون لاجئ من المنطقة العربية، وتعلن أننا أنجزنا ذلك، وفي الوقت نفسه يتنصل تحالفها المسيحي من مسؤولية ملف الاندماج الدائم للاجئين".
وجدد وزير الاقتصاد مطلبه بتخفيض أعداد اللاجئين الذين تنوي ألمانيا استقبالهم، مشددا على ضرورة اعتماد سياسة اندماج مناسبة، مطالبا التحالف بزعامة ميركل بالدخول في مفاوضات جدية مع حزبه حول مسألة الاندماج.
إلى ذلك قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير الاثنين في جنيف "للهجرة جانبها المظلم أيضا"، موضحا "أنها يمكن أن تؤدي إلى نزاعات وبذلك تتم مواجهة إمكانية الشعور بالغريب على أنه عامل تهديد".
وشدد دي ميزير على ضرورة الحد من عدد اللاجئين الوافدين إلى أوروبا، مشيرا إلى أن من الضروري تمويل حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بمساعدة وكالة "فرونتكس" للحد من تدفق المهاجرين.
المصدر: وكالات