وتعمل البعثة المشتركة الروسية الإيطالية في السودان منذ عام 2009، وقد تمكن علماء البعثة من معرفة الكثير من اسرار حضارة مملكة كوش القديمة التي نشأت في منطقة النوبة شمال السودان في الالفية الأولى قبل التاريخ وحتى القرن الرابع الميلادي. وتعرف مملكة كوش ايضا بمملكة مروي نسبة لمدينة مروي الرئيسة بالمنطقة.
ويرأس الفريق الروسي في البعثة المشتركة إيليونورا كورميشيفا مديرة مركز دراسات الحضارة المصرية في معهد الدراسات الشرقية ، في حين يتقدم فريق علماء الآثار الإيطاليين إيودجينيو فانتوساتي الأستاذ في جامعة سابينزا بروما.
ويتمثل الاكتشاف الرئيس لهذه البعثة الروسية الإيطالية الذي تحقق نهاية عام 2015 في مذبح من البازلت وقاعدة لقارب مقدس ونقوش هيروغليفية عثر عليها نهاية العام الماضي داخل أطلال معبد قديم يظهر أنه تعرض لحريق كبير، ويجري حاليا تحديد زمن الحريق، لأن كشف الكربون المشع لم يعط نتائج واضحة حتى الآن.
ووجدت قاعدة القارب المقدس في قسم المعبد الأوسط، ويقول علماء الآثار أن القارب وتمثال الآلهة النوبية الذي يوضع على متنه، يُحمل من المعبد للمشاركة في الطقوس أثناء الأعياد الدينية.
وتعد القطع التي تحمل نقوش الكتابة الهيروغليفية من أهم الاكتشافات الواعدة وذلك لفائدتها في دراسة العلاقات بين حضارة كوش والحضارة المصرية القديمة وأوجه الاتصالات بين هذه الحضارة وممالك العالم القديم الأخرى.
ويقول العلماء إن النقوش التي عثر عليها شمال السودان في منطقة لم يسبق التنقيب فيها تحمل رموز الكتابة الهيروغليفية المصرية التي استعارها ابناء حضارة الكوش أو حضارة مروي بعد انقراض رموز لغتهم الخاصة.
بدوره، كشف رئيس فريق العلماء الإيطاليين أنه على الرغم من أن دراسة النقوش الهيروغليفية بدأت لتوها، إلا أن البعثة المشتركة تمكنت من فك شفرة الأختام المنقوشة في القطع الأثرية التي عثر عليها، وتبين أنها تشير إلى الملك "نتكاماني" الذي حكم مملكة مروي في أوج ازدهارها، التي لعبت آنذاك دورا مهما في المنطقة، وكانت لها صلات دبلوماسية وتجارية وثيقة مع الامبراطورية الرومانية حتى القرن الرابع الميلادي الذي شهد سقوط حضارة مروي تحت ضربات منافس جديد تمثل في مملكة أكسوم الإثيوبية.
ويقول أعضاء في البعثة الأثرية الروسية الإيطالية العاملة في منطقة النوبة بالسودان إن اكتشافات البعثة المشتركة متنوعة، مشيرين إلى العثور عام 2014 على مدفن للمسيحيين الأوائل في موقع التنقيب ببلدة أبو ارتيل، فيما أعطت الاكتشافات التي تحققت في عام 2015 المنطقة مكانة هامة في تاريخ الآثار السودانية.
المصدر: وكالات