لم يكن مدبر هجوم جاكرتا الأخير بحرون نعيم إلا واحدا من مواطني إندونيسيا.
وأسفر الهجوم عن مقتل 5 من المهاجمين ومدنيين اثنين، في أول عملية لداعش في هذا البلد، حيث يرغب التنظيم على ما يبدو إنشاء ذراع آسيوية "للخلافة".
من هو بحرون نعيم الطامح للخلافة
قبل نحو 7 سنوات كان بحرون نعيم يدير مقهى للإنترنت في هدوء في مدينة سولو الإندونيسية الصغيرة، بإقليم جاوه الوسطى، لكنه اليوم هو المتهم الأساسي في الهجوم الإرهابي على جاكرتا.
واعتقل نعيم عام 2011 متهما بحيازة أسلحة بالمخالفة للقانون، وسجن لـ3 سنوات، وتقول الشرطة إنه برز بعد ذلك كعضو أساسي في شبكات المتشددين التي نمت في محيط سولو وإقليم وسط جاوه.
وقبل نحو عام رحل نعيم إلى الرقة معقل تنظيم داعش في سوريا ليقاتل في صفوف "الدولة الإسلامية".
وقال تيتو كارنافيان قائد شرطة جاكرتا إن نعيم كان يخطط للهجوم في العاصمة الإندونيسية منذ فترة، مضيفا أن من الواضح كان لدى نعيم طموح ليصبح "زعيم" الدولة الإسلامية في جنوب شرق آسيا.
وأشارت سيدني جونز الخبيرة في شؤون الجماعات المتشددة بمعهد تحليل سياسات النزاعات في جاكرتا إلى أن نعيم حث أتباعه الأندونيسيين في تدوينة بعنوان "دروس من هجمات باريس" على دراسة التخطيط واختيار الأهداف والتوقيت والتنسيق والأمن، وكذلك الشجاعة التي تحلى بها منفذو هجمات باريس.
فبعد الهجمات المنسقة في باريس نشر نعيم مدونة شرح فيها لأتباعه مدى سهولة نقل "التطرف" من مرحلة "حرب العصابات" في غابات إندونيسيا الاستوائية إلى المدن، مستغلا بذلك الأعداد المتزايدة للمتشددين في أندونيسيا.
فارتفاع عدد الموالين والمتعاطفين مع تنظيم داعش أكده نعيم في أحد الرسائل التي نشرها عبر تطبيق تيليغرام إذ قال إنه يوجد بإندونيسيا عدد أكثر من كاف من أتباع الدولة الإسلامية "لتنفيذ عملية، وفقط نحن بانتظار الفرصة المناسبة".
وأكد مستشار أمني أن "محادثات الدردشة بين الإسلاميين غدت أكثر تنظيما في الشهر الماضي ودارت المناقشات للمرة الأولى عن هجوم متعدد".
ويعتقد المسؤولون في جهاز مكافحة الإرهاب أنه يوجد 1000 متعاطف على الأقل مع الدولة الإسلامية في عموم إندونيسيا.
كما ساعد التنصت على المحادثات الشرطة في إلقاء القبض على أكثر من 12 رجلا في جزيرة جاوه للاشتباه في تخطيطهم لهجمات خلال عطلات عيد الميلاد ورأس السنة.
وكانت إندونيسيا شهدت في السنوات الماضية موجة من الهجمات الإرهابية، كان أسوأها تفجير ملهى ليلي أثناء عطلة في جزيرة بالي، ما أسفر عن مقتل 202 شخص، معظمهم من السياح الأجانب.
ونجحت الشرطة إلى حد كبير في تدمير خلايا المتشددين منذ ذلك الحين، لكنها أعربت عن مخاوفها من عودة العنف والإرهاب إلى البلاد بسبب تأثير "داعش".
المصدر: رويترز