ويتولى مجلس الأمن الهولندي التحقيق الفني في الكارثة، والذي يجري بموازاة تحقيق يجريه فريق دولي. ولقد تم نقل حطام الطائرة التي سقطت في مقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا يوم 17 يوليو/تموز عام 2014، وجثث الضحايا إلى هولندا.
وكان معظم ركاب الطائرة التي كانت تقوم برحلة من أمستردام إلى كوالا لامبور، هولنديين. ولقي جميع الركاب الـ 283 حتفهم، بالإضافة إلى أفراد الطاقم الـ15 بعد تحطم الطائرة التي يعتقد أنه تم إسقاطها بصاروخ أرض-جو.
وفي هذا السياق أرسلت وكالة "روس أفياتسيا" (وكالة النقل الجوي في روسيا) برسالة إلى مجلس الأمن الهولندي تتضمن معلومات جديدة حول الكارثة والاستنتاجات التي توصل إليها الخبراء الروس بعد محاكاة تفجير طائرة ركاب بواسطة صاروخ أطلق من منظومة "بوك".
وقال أوليغ ستورتشيفوي نائب رئيس وكالة "روس افياتسيا" في الرسالة أن استنتاجات الخبراء الروس تشير بوضوح إلى أن التقرير الهولندي يعتمد على معلومات غير كاملة وغير دقيقية أو عديمة الأساس.
وركز ستورتشيفوي في الرسالة على 5 بنود أساسية فيما يخص عيوب التقرير النهائي الفني وهي:
فشل التقرير في تحميل أوكرانيا المسؤولية الكاملة عن عدم إغلاق مجالها الجوي
ذكر ستورتشيفوي أن التقرير الهولندي يذكر أنه كان على أوكرانيا اتخاذ إجراءات لضمان أمن التحليقات في مجالها الجوي، لكنه لا يقدم صورة كاملة لتصرفات أوكرانيا التي تجاهلت المخاطر على الطيران المدني بعد اندلاع النزاع المسلح في شرق البلاد في أبريل/نيسان عام 2014.
واعتبر المسؤول الروسي أنه كان على كييف إغلاق المجال الجوي فوق منطقة النزاع فور صدور المرسوم الرئاسي في أوكرانيا حول إطلاق عملية "مكافحة الإرهاب" ضد المعارضين في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
كما انتقد الجانب الروسي ما تضمنه التقرير من التصريحات الكاذبة لمسؤولين من الولايات المتحدة وحلف الناتو حول وجود وحدات من القوات المسلحة الروسية أو أسلحة روسية في جنوب شرق أوكرانيا.
وشدد ستورتشيفوي على أن التقرير النهائي لا يشير على الإطلاق إلى وجود منظومات "بوك" مضادة للجو تابعة للجيش الأوكراني في المنطقة التي وقع فيها الهجوم على الطائرة، وحول استخدام الجيش الأوكراني لتلك الأسلحة.
وذكر أن التقرير يحمل السلطات الأوكرانية مسؤولية عدم إغلاق المجال الجوي فقط في الفترة الزمنية القصيرة الممتدة بين 14 و17 يوليو/تموز "بعد إرسال إلى المنطقة أسلحة مضادة للجو ثقيلة غير خاضعة لسيطرة السلطات الأوكرانية".
الخبراء الهولنديون أخطأوا لدى تحديد نوع الصاروخ الذي أصاب الطائرة ورأسه القتالي
كما ذكر ستورتشيفوي أن الاستنتاجات الأخيرة للخبراء الروس تشير إلى أن نظراءهم الهولنديين أخطأوا لدى تحديد نوع الصاروخ الذي أصاب الطائرة ونوع رأسه القتالي.
وأكد أن الاختبار الذي أجرته شركة "ألماز أنتي" الروسية المنتجة لمنظومات "بوك"، عندما فجرت طائرة ركاب قديمة بواسطة صاروخ أرض-جو، أكد عدم تناسب الأضرار التي لحقت بالطائرة الماليزية مع مواصفات الرأس القتالي "9Н314М" التابع للصاروخ "9М38" الذي يمكن إطلاقه بواسطة منظومة "بوك" (وهما الصاروخ والرأس القتالي المذكوران في التقرير الهولندي).
كما شكك الخبراء الروس بعد إجرائهم الاختبار المذكور، في أن تكون أجزاء معدنية تم العثور عليها في مكان الكارثة، واعتبرها مجلس الأمن الهولندي كبقايا للصاروخ، تعود للصاروخ الذي أسقط الطائرة الماليزية فعلا.
الخبراء الهولنديون أخطأوا لدى تحديد الاتجاه الذي جاء منه الصاروخ
ذكر ستورتشيفوي أن استنتاجات الخبراء الروس تشير أيضا إلى أن المعلومات التي يتضمنها التقرير الهولندي حول زاوية اقتراب الصاروخ من طائرة الركاب غير صحيحة، كما أنه يتضمن معلومات غير صحيحة حول المنطقة التي أطلق منها الصاروخ.
وأوضح أن استنتاجات الخبراء الروس تعتمد على تحليل ميزات تطاير شظايا الصواريخ من طراز "9М38" والأضرار التي لحقت بالطائرة الماليزية، والتحليل الكيميائي للشظايا.
المصدر: وكالات