وكان ألكسي نافالني المعارض الروسي ورجل الأعمال، قد نشر يوم 1 ديسمبر/كانون الأول على موقعه الإلكتروني معلومات قال إنها تثبت أن نجلي تشاكيا، أرتيوم وإيغور، متورطان في مشاريع ربحية غير شرعية. وجاء في فيلم أنتجه "صندوق محاربة الفساد" الذي أسسه نافالني في عام 2011، أن أحد نجلي النائب العام يملك فندقا يونانيا، فيما زعم منتجو الفيلم أن أرتيوم وإيغور مساهمان بحصص كبيرة في جميع الشركات الأساسية التابعة للسكك الحديدية الروسية.
وكان العديد من السياسيين والشخصيات الاجتماعية في روسيا قد دعوا إلى التحقيق في الاتهامات التي جاءت في الفيلم المثير للجدل، وشككوا في مصداقية النيابة العامة وقدرتها على مواصلة محاربة الفساد في البلاد.
وقال تشايكا في تصريحات لصحيفة "كوميرسانت" نشرت الاثنين 14 ديسمبر/كانون الأول إن فبركة هذا الفيلم "المليء بالكذب" تستهدف تشويه سمعة النيابة العامة وإثار الشكوك حول مصداقية التحقيق الذي تجريه ضد صندوق الاستثماري البريطاني المذكور أعلاه الذي يترأسه براودير.
وسبق للقضاء الروسي أن أدان براودير بالتهرب من دفع الضرائب في سياق أنشطة صندوقه المالي في الأراضي الروسية، وحكم عليه غيابيا بالسجن لمدة 9 سنوات.
وكشف تشايكا لصحيفة "كوميرسانت" أن التحقيق في الجرائم التي ارتكبها براودير وصندوقه مستمر. وتابع أنه تم تعزيز فريق المحققين المعنيين بالقضية وتكثيف التحقيق بجميع جوانبه في الآونة الأخيرة، علما بأنه يجري في عدد من الدول الأجنبية، ومن المتوقع أن يأتي بعواقب وخيمة بالنسبة لبراودير وصندوقه.
وتابع النائب العام الروسي أن براودير من خلال تمويل انتاج الفيلم الذي نشره نافالني، سعى إلى احتواء التحقيق الموجه ضده، فيما يكمن الهدف الرئيسي وراء هذه الفضيحة المفبركة في تشويه سمعة مؤسسات الدولة الروسية وسمعة روسيا بشكل عام وتصويرها كدولة لا تستحق الثقة والشراكة معها، بل تستحق فقط العقوبات الاقتصادية.
وتجدر الإشارة إلى أن قضية صندوق الاستثمار " Hermitage Capital Management " التي تحقق فيها النيابة العامة، قد أطلقت دوامة العقوبات الأمريكية ضد روسيا، وذلك على خلفية وفاة الخبير القانوني في الصندوق سيرغي ماغنيتسكي في سجن بروسيا خلال التحقيقات معه في عام 2009. وكانت العقوبات الأمريكية قد استهدفت في البداية مجموعة من المسؤولين الروس تم إدراجهم على ما أطلق عليه "قائمة ماغنيتسكي".
بدورها، أعربت موسكو عن استغرابها من أن يكون لصندوق الاستثمار البريطاني رعاة على أعلى مستويات هرم السلطة في الولايات المتحدة. ويصر الجانب الروسي على أن وفاة ماغنيتسكي جاءت لأسباب طبيعية، ولا علاقة لها بما زعم عن سوء معاملته في السجن.
وأعاد تشايكا إلى الأذهان أن المؤسسات المالية التابعة لبراودير اعتمدت طرقا غير شرعية من أجل الحصول على حزمة كبيرة من أسهم شركة "غازبروم" بغية ممارسة الضغوط على قيادة الشركة، ومن ثم تورطت في اختلاس مبلغ تجاوز 5 مليارات روبل من الميزانية الروسية.
ولفت إلى أن عددا من الأشخاص الذين تعاونوا مع براودير في روسيا، توفوا في ظروف غامضة بعد بدء التحقيق مع الصندوق الاستثماري من قبل السلطات الروسية، وكان ماغنيتسكي واحدا من هؤلاء، لكن براوير نفسه وقادة الاستخبارات الأمريكية قرروا استغلال وفاته والحصول على الفوائد القصوى من مأساته.
المصدر: كوميرسانت