لم يكن يعلم المرشح الجمهوري للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب بأن دعوته لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ستنقلب عليه ظنا منه أنه باستغلال "الرهاب" من المسلمين ستكون ورقته الرابحة في الحملة الانتخابية.
انقلب السحر على الساحر، وانهمرت الانتقادات من كل حدب وصوب ونقبت الصحف الأمريكية عن مشاريع هذا الملياردير الأمريكي الذي أبدى رغبته بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة، بدعوى أنهم "يشكلون خطرا" على الأمريكيين، لكنه في المقابل يجني الملايين من صفقات تجارية ومشروعات استثمارية في بلدان إسلامية.
موقع "ديلي بيست" الأمريكي تطرق إلى أحدث إفصاح مالي شخصي لترامب، الذي يطلب من جميع المرشحين للرئاسة الأمريكية من الكشف عنه.
وانتقدت الصحيفة لترامب "ذو الوجهين" في تعامله مع المسلمين وكتبت " ترامب يحب فقط أثرياء المسلمين" وكشف عن شراكة عملاقة بين مؤسسة ترامب و شركة داماك التي يملكها الإماراتي حسين السجواني.
فيما يلفت الموقع إلى أن ترامب يصف السجواني بأنه "صديق جيد"، وأنه "رجل عظيم"، وذلك في أعقاب المشروعات العملاقة المشتركة بينهما، ومنها مشروع "يوغ" الذي يقع على مساحة 42 مليون قدم مربع، ويضم 104 فيلات تتراوح سعر الوحدة السكنية الواحدة منها بين مليون و10 ملايين دولار، إضافة إلى مشروع " ترامب وورلد غولف " الذي وصفه بأنه سوف يكون أكبر وأفضل وأقوى من أي مشروع مشابه للغولف في منطقة الشرق الأوسط.
ووفقا لمواقع أمريكية، فإن مصالح ترامب تتوزع على مناطق عربية إسلامية مختلفة على غرار الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان وتركيا، بالاضافة الى اثنين من المشاريع الجديدة في إندونيسيا.
وفي مدينة باكو بأذربيجان أعلن ترامب عن شراكة لفتح فندق فخم في باكو بأذربيجان على بحر قزوين، وتشير مستندات ترامب إلى حصوله دخل يبلغ 2.5 مليون دولار من "الرسوم الإدارية"، لـ"فندق وبرج ترامب انترناشيونال" في باكو.
"أبراج ترامب" المعروفة في منطقة "سيسلي" باسطنبول، هي عبارة عن برج سكني مكون من 40 طابقا، وتشير مستندات ترامب الى حصوله على دخل من الترخيص تتراوح قيمته بين مليونين وخمسة ملايين دولار.
وفي أندونيسيا، أعلن ترامب قبل بضعة أشهر خططا لبناء منتجع فائق الفخامة في جزيرة "بالي"، وملعب للغولف في غرب جزيرة "جاوة" بإندونيسيا، والذي من شأنه أن يكون الأول له في قارة آسيا.
نعم للمسلمين ولا لترامب
جوقة المناوئين لتصريحات ترامب يبدو أنها في تزايد سواء كان داخل الولايات المتحدة أو خارجها، حيث وصفها البعض بأنها تعزز نشر الكراهية والانقسام وموقف البنتاغون الأمريكي لا يختلف كثيرا.
وقالت اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية إن خطاب ترامب المعادي للإسلام يقوض الأمن القومي الأمريكي ويعزز من قدرات تنظيم "داعش".
وأوضح البنتاغون أن إغلاق حدود الولايات المتحدة بوجه المسلمين سيقوض الجهود الأمريكية في التصدي للايديولوجيات المتطرفة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون إن أي شيء يعزز خطاب "داعش" ويضع الولايات المتحدة في مواجهة مع الدين الاسلامي ليس مخالفا لللمبادئ الأمريكية فحسب، بل يناقض الأمن الوطني أيضا.
يذكر أن حملة ترامب بدأت في يونيو/ حزيران بهجوم على المهاجرين المكسيكيين غير الشرعيين الذين شبههم باللصوص وبالمجرمين، ورغم ذلك بقي منذ الصيف في طليعة استطلاعات الرأي العام مع نحو 30 بالمئة من نوايا التصويت بين الجمهوريين.
المصدر: وكالات