وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القبرصي إيوانيس كاسوليديس عقب محادثاتهما في نيقوسيا الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الأول إنه "من الصعب الابتعاد عن الانطباع بأن أحدا ما أراد بقوة ضرب عملية التسوية السياسية التي بدأت في إطار "مجموعة دعم سوريا" الدولية، ومساعدة الإسلاميين في السيطرة على سوريا والمنطقة".
وأكد في هذا السياق أن روسيا تدعم عملية فيينا وتعول على أن "جميع المشاركين بلا استثناء في مجموعة دعم سوريا سيلتزمون بشكل صارم ودقيق بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها فيما يخص تحضير قائمة المنظمات الإرهابية وإنشاء وفد معارضة يُمثل حقيقيا في المفاوضات مع الحكومة" السورية.
وأكد سيرغي لافروف أن تركيا يجب أن تدرك بنفسها ما يجب عليها فعله بعد إسقاط الطائرة الروسية "وأعتقد أن الآخرين يفهمون جيدا الوضع ويدركون كيفية التصرف في مثل هذه الحالات".
وصرح قائلا "لقد تحدثت في اليوم التالي من هذا الخرق للقانون الدولي (إسقاط القاذفة الروسية) مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ولم أسمع منه أي جديد مقارنة بالذي كانت تعلنه القيادة التركية مبررة فعلتها المجرمة غير المقبولة".
وأكد لافروف أنه لن يتجنب لقاء نظيره التركي في بلغراد وسيستمع لما تريد أن تقوله أنقرة من طروحات جديدة.. وأوضح قائلا: "الجانب التركي يطلب بإصرار تنظيم لقاء شخصي مع وزير الخارجية التركي على هامش اجتماع مجلس وزراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (في بلغراد يومي 3 و4 ديسمبر)، لن نتحاشى هذا الاتصال. وسنستمع لما سيقوله تجاووش أوغلو، فربما سيكون شيئا جديدا مقارنة لما تم قوله علنا".
وذكر لافروف أن قبرص ترحب وتدعم الجهود الروسية في محاربة "داعش"، وروسيا تقدر "تضامن قبرص إزاء تصرفات تركيا التي أسقطت دون أية مبررات القاذفة الروسية التي كانت تنفذ عملية ضد الإرهاب".
وأضاف أن "قبرص قلقة جدا من حادثة القاذفة الروسية "سو-24"، وتأمل بأنها لن تضر بالجهود المشتركة لاستئناف السلام في سوريا".
هذا ونوه الوزير لافروف الى أن روسيا لم تمتنع أبدا عن العمل في إطار مجلس روسيا - الناتو، "إذ علمت بأن الأمين العام للناتو اقترح دعوة مجلس روسيا- الناتو على مستوى المندوبين الدائمين في الحلف. وروسيا لم ترفض أبدا العمل في هذا الإطار أو أية إطارات أخرى".
وقال لافروف إن بلاده "تعتبر تجميد بروكسل (الاتحاد الأوروبي) للعلاقات مع الاتحاد الروسي بأن له نتائج عكسية بالمطلق. واثقون أنه في مصلحة الجميع بلا استثناء الاتفاق على دعم إقامة فضاء موحد من الأمن والتعاون".
وأضاف أن هذا يتطلب اتخاذ خطوات عملية في تحقيق الانسجام بعمليات التكامل في أوروبا.
كما لفت إلى أن روسيا وقبرص تملكان آفاقا جيدة لتوسيع التعاون بغض النظر على العلاقات الصعبة بين روسيا والاتحاد الأوروبي، وقال: "لقد بحثنا باهتمام آفاق توسيع العلاقات التجارية والاقتصادية. وبصرف النظر عن المشاكل المعروفة بين روسيا والاتحاد الأوروبي، واثقون من وجود آفاق جيدة هنا"، مبينا أن هذه الآفاق تمس قبل كل شيء "توسيع الاتصالات في قطاعات التقنيات العالية ورفع الاستثمارات".
المصدر: وكالات روسية