ونقلت قناة RTBF هذا الخبر السبت 21 نوفمبر/تشرين الثاني عن اعترافات الموقوف حمزة عتو الذي عبر مع صلاح حدود فرنسا إلى العاصمة البلجيكية بروكسل صباح الـ14 من هذا الشهر.
وبحسب المحققين فإن صلاح عبد السلام يعد أحد منفذي الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس مساء الـ13 نوفمبر، وعلى أثر ارتكابها اتصل صلاح بزميليه حمزة عتو ومحمد عمري وطلب منهما الحضور من بروكسل في سيارة لكي يساعداه على مغادرة العاصمة الفرنسية باريس.
وقد احتجز عمري وعتو، كما وجهت إليهما اتهامات بالضلوع في أعمال الإرهاب.
يذكر أن حمزة عتو يصر على أن دوره في القضية انحصر في قيادة السيارة، نافيا كونه يعلم بتورط صلاح عبد السلام في الهجمات.
كما نقلت قناة RTBF عن محامي حمزة قوله إن موكله أدلى باعترافات جديدة، منها أن سلوك صلاح وهو في السيارة أثناء رحلة العبور يدل على توتر أعصابه ويحتمل أن يكون مرتديا حزاما ناسفا، لكن عتو لم يره.
بروكسل.. اكتشاف معمل سري لصنع المتفجرات
أفادت RTBF بأن الشرطة عثرت في بروكسل على ورشة سرية لتصنيع المتفجرات ومخبأ ضخم للأسلحة والذخيرة.
وأوضحت القناة التلفزيونية أن اكتشاف المخبأ حصل أثناء عملية المداهمة التي أجرتها الشرطة الجمعة في حي مولنبيك في بروكسل، مضيفة أن عبوات ناسفة جاهزة تم ضبطها في المخبأ.
ونقلت القناة نفسها عن مصدر في التحقيق أن "شخصا ذا صلة وثيقة" بالقضية أوقف مساء الجمعة في إطار التحقيقات الجارية في هجمات باريس.
ولم تذكر القناة اسم المشتبه فيه، قائلة إنها لا تملك معلومات عما إذا كان الحديث يدور عن صلاح عبد السلام الذي يتصدر قائمة المتطرفين المطلوبين لدى السلطات الفرنسية والبلجيكية، والذي يعد شقيقا لإبراهيم عبد السلام، أحد منفذي التفجيرات الانتحارية في باريس.
ونشرت أجهزة الأمن معلومات عن شخصية صلاح تبين منها أنه كان يعمل فنيا داخل مترو الأنفاق في بروكسل بين العامين 2009 و2011، الأمر الذي يدل على معرفته جيدا بخطوط ومسارات المترو بمختلف أنواعها.
وصلاح هو فرنسي يعيش في بلجيكا ويشتبه بأنه شارك في هجمات باريس، ويعتقد المحققون أن شريكين مفترضين له موقوفان حاليا في بلجيكا ساعدا صلاح على الخروج من بلجيكا إلى فرنسا.
من جهتها أفادت النيابة العامة الفدرالية البلجيكية بأن الشرطة عثرت أثناء تفتيشها أحد المنازل يوم الجمعة على عدد من قطع السلاح دون العثور على مواد متفجرة أو أحزمة ناسفة، وقامت بتوقيف صاحبه في إطار التحقيقات في هجمات باريس.
التهديد الإرهابي يشل الحياة في بروكسل
من جهته أعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل في وقت سابق من يوم السبت أن رفع حالة التأهب في العاصمة بروكسل يستند إلى معلومات "دقيقة جدا" عن تهديد إرهابي. وقال ميشيل في مؤتمر صحفي السبت إن المعلومات تشير إلى إمكانية وقوع هجمات مسلحة مثل تلك التي ضربت باريس باستخدام متفجرات.
وأضاف ميشيل: "نحن نحث المواطنين على عدم الاستسلام للذعر، وإلى التزام الهدوء"، مطمئنا بالقول"لقد اتخذنا التدابير اللازمة".
وكانت السلطات البلجيكية رفعت السبت مستوى "الإنذار الإرهابي" في العاصمة بروكسل إلى الدرجة القصوى، محذرة في نفس الوقت من "خطر جدي وشيك". وفي إطار هذا الإجراء أعطي رجال الشرطة تعليمات بحمل سلاحهم الفردي خارج أوقات إدائهم مهماتهم
وقالت "هيئة التنسيق لتحليل التهديدات" في وزارة الداخلية في بيان إنه "على ضوء تقييمنا الأخير، تقرر رفع مستوى الإنذار الإرهابي في منطقة بروكسل إلى الدرجة الرابعة، ما يعني أن هناك تهديدا جديا جدا".
وأضافت الهيئة في البيان أن "التحليلات تظهر وجود خطر جدي ووشيك يتطلب إجراءات أمنية محددة إضافة إلى إرشادات تفصيلية للسكان".
وقررت شبكة النقل العام في بروكسل إغلاق جميع محطات المترو يوم السبت كتدبير احترازي، بعد أن رفعت بلجيكا حالة التأهب في العاصمة إلى أعلى مستوى، محذرة من "تهديد وشيك".
وذكرت الشبكة أنه "سيتم تسيير الحافلات لكن بعض عربات الترام ستتأثر بهذا الإجراء"، مضيفة أنها ستقرر "بالتشاور مع السلطات المختصة والشرطة في كل يوم ما إذا كان سيعاد فتح المحطات".
كما شهدت العاصمة البلجيكية إغلاق عدد من المتاحف المراكز التجارية وحتى نصب "أتوميوم" الذي يعد أبرز معالم بروكسل السياحية، بالإضافة إلى إلغاء جميع مباريات كرة القدم المعلن إجراؤها سابقا، وعروض نجوم الموسيقى، بمن فيهم جوني هوليداي الذي تم إرجاء عرضه حتى الربيع المقبل.
تفتيش جميع الشقق في مولنبك
وتنوي وزارة الداخلية البلجيكية تفتيش جميع الشقق في منطقة مولنبيك في بروكسل، التي يقطنها العديد من المهاجرين، حيث يعيش 85 شخصا من 130 من المقاتلين الأجانب العائدين من سوريا، وفق بيان نشره وزير الداخلية جان جامبون.
ويعتزم الوزير، الذي وجهته الحكومة بوضع خطة تعالج المشاكل في مولنبيك، اقتراح سلسلة من الإجراءات للقيام بذلك، موضحا أن ذلك ليس فقط من خلال اللجوء إلى القوة بل كذلك من خلال التعليم والتخطيط المكاني وتكافؤ الفرص، موضحا "لدينا مهمة اجتماعية لمستقبل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-16 عاما".
يذكر أنه في مولنبيك عاش أحد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في باريس في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني وهو إبراهيم عبد السلام. أما شقيقه صلاح عبد السلام فيعتبر الآن المطلوب رقم واحد في أوروبا بعد قتل عبد الحميد أباعوض، العقل المدبر لهجمات باريس، في ضاحية سان دوني.
المصدر: وكالات