وفي كلمة ألقاها السبت في ختام الجلسة الطارئة لمجلس الدفاع، وصف الرئيس الفرنسي الهجمات بأنها أعمال حربية جرى التخطيط لها في الخارج بمساعدة من الداخل، داعيا الشعب الفرنسي إلى رص الصفوف، وقال "فرنسا قوية حتى وهي جريحة ودوما تستطيع النهوض".
وأشار هولاند إلى إعلان حالة التأهب القصوى في الجيش والأجهزة الأمنية في جميع أنحاء فرنسا، منوها باجتماع طارئ للبرلمان الفرنس سيعقد الاثنين على خلفية اعتداءات باريس.
وقتل 129 شخصا وأصيب 352 آخرين بجروح بينهم 99 بحالة حرجة بهجمات انتحارية في فرنسا الجمعة 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في البلاد.
وقالت الشرطة إن 7 إرهابيين فجروا أنفسهم بـ6 مواقع في باريس، فيما قتل إرهابي ثامن برصاص عناصر أمنية.
ففي مسرح باتاكلان بمنطقة في بولفار فولتير في باريس، قتل أكثر من 100 شخص وأصيب العشرات عندما فجر 3 انتحاريين أنفسهم بين صفوف رواد حفل لموسيقى الروك في المسرح، فيما قتل إرهابي رابع برصاص الشرطة، في حين فجر انتحاري خامس نفسه في موقع قرب المسرح.
وقالت الشرطة الفرنسية إن المهاجمين ارتكبوا مجزرة رهائن في مسرح باتاكلان الواقع في الدائرة 11 في العاصمة الفرنسية، حيث أطلقوا الرصاص على رجال الشرطة قبل أن يفجروا أنفسهم وسط الرهائن.
ونقلت مواقع إعلام فرنسية عن ناجين من مجزرة مسرح باتاكلان أن عدة أشخاص مسلحين ووجوههم مكشوفة، قاموا بإطلاق النار في مسرح باتاكلان للحفلات الموسيقية خلال حفل لموسيقى الروك مع صيحات "الله أكبر".
وأضاف أحد الشهود العيان "لقد سمعتهم بوضوح يقولون للرهائن أنه خطأ هولاند، هو خطأ رئيسكم، لم يكن من الضروري أن يتدخل في سوريا.. كما تحدثوا عن العراق".
وفي منطقة سان دينيس شمال باريس، كما فجر 3 انتحاريين انفسهم في مواقع قرب ملعب فرنسا في العاصمة اثناء لقاء المنتخبين الفرنسي والألماني التي كان يحضرها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حيث جرى نقله الى مقر وزارة الداخلية بعد أن هزت الانفجارات محيط الملعب.
وفي وسط باريس، استهدفت إحدى الهجمات مطعما كمبوديا في "الدائرة 10" وسط باريس واستخدم المهاجم مسدسا أوتوماتيكيا، بحسب وسائل اعلام فرنسية.
اعلان حالة الطوارئ وإغلاق الحدود في فرنسا
وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، كما عقد مجلس الوزراء الفرنسي اجتماعا عاجلا إثر الاعتداءات الدامية.
ووقال هولاند في بيان "علينا ضمان عدم وصول أحد لارتكاب أي عمل كان والتأكد في الوقت نفسه من ضرورة اعتقال هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الجرائم إذا حاولوا مغادرة البلاد".
وقرر الرئيس الفرنسي نشر 1500 جندي في باريس بعد التفجيرات الدامية.
هولاند يلغي مشاركته بقمة العشرين في تركيا
في سياق متصل، قرر الرئيس الفرنسي إلغاء مشاركته في قمة مجموعة العشرين المقررة في تركيا الأحد 15 نوفمبر/ تشرين الثاني وايفاد وزيري الخارجية والمالية بدلا منه.
وأضافت الرئاسة الفرنسية أن هولاند سيجمع صباح السبت بمجلس الدفاع للتباحث في الأوضاع غداة "الاعتداءات الإرهابية غير المسبوقة" في العاصمة الفرنسية.
إلى ذلك أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي سيرأس اجتماع قمة الدول العشرين في انطاليا، عن "تعازيه الحارة" إلى فرنسا مطالبا بـ"اجماع للمجتمع الدولي ضد الإرهاب".
وقال أردوغان خلال مداخلة تلفزيونية مقتضبة "بالنسبة إلى بلد يعرف تماما تداعيات الإرهاب وأساليبه نتفهم تماماً العذابات التي تعاني منها فرنسا".
المصدر: وكالات