وتجدر الإشارة إلى أن العقد القديم مع إيران الذي ألغته روسيا في عام 2010 على خلفية تشديد العقوبات الدولية على إيران، كان ينص على توريد منظومات دفاع جوي من طراز "إس-300 ب إم و-2"(فافوريت). لكن إنتاج تلك المنظومات في روسيا قد توقف، ولذلك اقترح الجانب الروسي على الإيرانيين بعد رفع الحظر الداخلي عن توريد المنظومات شراء منظومات أكثر حداثة من طراز "أنتي-2500" (إس-300 إف إم).
وقال المصدر في الهيئات الروسية المعنية بالتعاون العسكري التقني مع الدول الأجنبية: "درس الإيرانيون طويلا منظومات أكثر تطورا، عرضناها عليهم، بما في ذلك "أنتي-2500"، لكنهم أصروا على أنهم بحاجة إلى "إس-300 ب" تحديدا، دون أن يأخذوا بعين الاعتبار حججنا المتعلقة بوقف إنتاج تلك المنظومات. وفي نهاية المطاف استفدنا مما تبقى في قبضتنا من منظومات "إس-300 بي إم و-2" السورية، إذ قبل الإيرانيون هذا العرض".
يذكر أنه كان من المقرر أن تحصل سوريا على منظومات روسية من هذا الطراز وفق عقد يعود إلى عام 2010، لكن دمشق لم تتلق في إطار العقد إلا بعض العناصر من محطات الرادار التابعة للمنظومات، إذ تخلت روسيا في نهاية المطاف عن فكرة توريد تلك المنظومات لسوريا، بعد أن أعربت إسرائيل عن قلقها من الصفقة.
وذكرت صحيفة "كوميرسانت" أن قيمة الصفقة الجديدة مع إيران قد تبلغ قرابة مليار دولار، متوقعا أن التوريد لن يبدأ قبل منتصف عام 2017، وذلك بسبب ضرورة تعديل المنظومات لكي تتناسب مع متطلبات العسكريين الإيرانيين.
وكان مدير عام شركة "روس تيخ" سيرغي تشيميزوف قد أعلن الاثنين عن بدء تنفيذ عقد توريد منظومات "إس-300" لإيران. وتوقع أن تسحب طهران الدعوى التي رفعتها ضد روسيا لدى محكمة تحكيم دولية بعد تنفيذ المرحلة الأولى من العقد.
وكشف تشيميروف أن "الطرفين وقعا على العقد الجديد، وهو دخل حيز التنفيذ"، دون أن يكشف عن الموديل المحدد من نظام "إس-300" الذي ستحصل عليه إيران.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر في الربيع الماضي برفع الحظر المفروض على توريد المنظومات لإيران، والذي فرضته موسكو بعد تشديد العقوبات الدولية ضد طهران في عام 2007. وجاء رفع الحظر كبادرة حسن نية على خلفية التقدم الذي تم إحرازه في سياق المفاوضات النووية بين طهران والدول الكبرى. وبدأ الطرفان فور رفع الحظر، مفاوضات حول عقد جديد، وذلك لأن موديل منظومة "إس-300" التي نص عليها العقد القديم، لم تعد تنتج في روسيا.
المصدر: كوميرسانت