وحذر خبراء من مخاطر جدية على قطاع السياحة في مصر الذي يشكل نحو 12% من إجمالي الدخل القومي للبلاد، و15% من مواردها من العملات الأجنبية، وذلك بعد أن علقت شركات طيران ألمانية وبريطانية وايرلندية رحلاتها إلى شرم الشيخ جوهرة السياحة في مصر.
وسبق هذا التعليق، قرار شركات الطيران في العالم ومنها الروسية تغير مسارات رحلاتها لتفادي الطيران فوق الجزء الشمالي لسيناء، في خطوة احترازية إلى حين كشف الخبراء عن سبب تحطم الطائرة.
وبعد تحطم الطائرة الروسية التابعة لشركة "كوغاليم أفيا" فوق شبه جزيرة سيناء المصرية بعد إقلاعها بفترة وجيزة من مطار شرم الشيخ، ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 217 راكبا كانوا على متنها إضافة إلى أفراد طاقمها الـ7، استبقت بريطانيا والولايات المتحدة نتائج التحقيق النهائية وأعلنتا مساء الأربعاء 4 نوفمبر/تشرين الثاني، أنهما ترجحان أن قنبلة وضعت على متن الطائرة قبل إقلاعها من شرم الشيخ، وهي السبب في تحطمها.
وكانت كارثة الطائرة الروسية الأخيرة في سلسلة من الأحداث التي هزت الثقة الدولية في الأمان الذي توفره مصر للسياح. ففي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، قتل 8 سياح مكسيكيين بالخطأ من قبل قوات الأمن المصرية في الصحراء الغربية لمصر.
وفي شهر أغسطس/اَب، تم إعدام مواطن كرواتي تم خطفه بالقرب من القاهرة. وجاءت الواقعتان بعد بضعة شهور من إحباط الشرطة محاولة اعتداء بقنبلة بالقرب من معبد الكرنك في مدينة الأقصر السياحية.
ويرى مسؤولو شركات السياحة أن كارثة الطائرة الروسية يمكن أن تكون الضربة الأكبر للسياحة، إذ تحتل روسيا المركز الأول في قائمة الدول المصدرة للسياحة إلى مصر تليها بريطانيا. وبلغ عدد المواطنين الروس الذين قصدوا مصر بهدف السياحة عام 2014 نحو 3.16 مليون سائح، ما يشكل نحو 31% من إجمالي عدد السياح الذين زاروا مصر.
ويبلغ عدد السياح الروس الذي يسافرون إلى مصر خمس السياح الذي يسافرون إلى الخارج لقضاء عطلتهم، وأعلنت شركات سياحية في روسيا أن المبيعات انخفضت بنسبة تتراوح بين 30% و50% في رد فعل الصدمة.
وقال يوري بارزيكين نائب رئيس اتحاد صناعة السياحة الروسي إنه كانت هناك إلغاءات في الأيام الأولى بعد الكارثة ولكنها ليست إلغاءات كثيرة.
وأضاف المسؤول في صناعة السياحة الروسي: "إذا تأكدت فرضية العمل الإرهابي فإن ذلك سيثير المزيد من المخاوف".
هذا وزار مصر العام الماضي نحو 10 ملايين سائح، وهو أقل بكثير من عدد سياح عام 2010 الذي بلغ 15 مليونا، وذلك بسبب عدم الاستقرار السياسي والأمني في مصر بعد الإطاحة بحكم حسني مبارك.
المصدر: وكالات