ولكن العشرات منهم فقط يستطيعون بلوغ مبتغاهم بسبب إجراءات الأمن الشديدة، مما يحول غابات الخيام الكثيفة الى ما يشبه بلدة سكنية يوما بعد يوم، إذ اصبح هناك مسجد وكنيسة ومقهى ومكتبة وناد ليلي، وحتى مسرح.
ونقل مراسل RT في كالي الفرنسية عن احدى ساكنات "مخيم الادغال" هذا قولها: "أحاول الخروج من هنا كل يوم، إذ صار لي شهر هنا، ولكنني لا أستطيع فعل ذلك".
وقد حذرت السلطات الفرنسية اللاجئين الواصلين الى كالي ويأملون بلوغ بريطانيا، حذرتهم بأنهم سيعلقون في هذا المخيم الى أمد بعيد. ومع ذلك استمرت أعدادهم في التزايد منذ الصيف حيث وصل عددهم في الوقت الحالي الى نحو 6 آلاف لاجئ يعيشون في جو خال من السعادة ومليئ بالإحباط.
وينتظر سكان هذا المخيم يوميا هبوط الليل ليعيدوا محاولة الوصول الى بريطانيا مخاطرين بحياتهم، فيما يجلسون في المقهى خلال النهار.
ويُطلق على المعسكر إسم "الأدغال" وقد بني وتوسع على مكب قمامة سابق، فيما بات يملك الآن مسجدا وكنيسة وصالون حلاقة ومحل تصليح دراجات، وحتى مكتبة يستخدمها "مدرسو اللغة الإنكليزية لتعليم اللاجئين".
ومنذ فترة تم تشييد مسرح خاص في المعسكر الذي يتحول ليلا الى ناد ليلي، حيث قال ناشط في المسرح بهذا الصدد: "يجتمع في فعالياتنا نحو 200، 300، 400 شخص، وهذا جيد جدا، حيث يستطيع الناس الدخول مجانا والكشف عن مواهبهم".
وكان وزير الداخلية الفرنسي بيرنار كازنيوف قد صرح مؤخرا بأنه سيتم تخصيص 200 مكان إضافي في المخيم للنساء والأطفال عند قدوم الشتاء، إلا أن الرجال الذين يعيشون في المعسكر سيضطرون لمواجهة الأمراض المنتشرة بسبب سوء الأحوال الجوية.
وستركز السلطات الفرنسية على الحفاظ على الأمن من خلال نشر المزيد من الشرطة، فيما خصصت بريطانيا من جهتها 22 مليون يورو لتعزيز الأمن و7 ملايين أخرى لبناء الحواجز من الطرف الآخر لبحر المانش.
وينتظر سكان مخيم "الأدغال" في الوقت الحالي من سيقدم المساعدة لهم للوصول الى بريطانيا، إلا أنه يبدو، بسبب غياب الإرادة السياسية لدى السلطات الفرنسية والبريطانية لحل هذه المشكلة، أن الكثيرين منهم سيبقون هنا لمدة طويلة.
يونكر يدعو الدول الأوروبية لتقديم مزيد من المساعدة لتسجيل اللاجئين
دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر 27 أكتوبر/ تشرين الأول الدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي الى تكليف مزيد من الخبراء لتسجيل اللاجئين الآتين الى بلدان الاتحاد.
وقال يونكر في كلمته أمام البرلمان الأوروبي إن الدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي لا تزال تتأخر في الوقت الذي يجب عليها أن تتصرف على نحو أسرع، مشيرا إلى أنها تعهدت في شهر سبتمبر/أيلول بإرسال الخبراء وتوسيع مكاتب تسجيل اللاجئين.
وأكد يونكر "أننا في حاجة ملحة إلى الخبراء العاملين في المكاتب للمساعدة في تسجيل اللاجئين وأخذ بصمات أصابعهم وتقديم الدعم لهم في مراكز قبولهم"، موضحا أن المكتب الأوروبي لشؤون اللجوء طالب إرسال 374 خبيرا، ولكن الدول الأوروبية كلفت حتى يوم أمس 145 شخصا فقط.
وذكر يونكر أن 9 دول فقط أعربت حتى هذه اللحظة عن استعدادها لضمان الإقامة لـ 700 لاجئ، وذلك في الوقت الذي تم فيه اتخاذ القرار بتوطين 120 ألف لاجئ محتاجين إلى المساعدة الدولية.
وأضاف يونكر أن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن حتى الآن من الحصول على وعد من قبل الدول الأعضاء بتخصيص 2.3 مليار دولار للصناديق الخاصة بمساعدة اللاجئين والبلدان التي تواجه تدفقهم.
من جهة أخرى شدد رئيس المفوضية الأوروبية على ضرورة اطلاع اللاجئين على قواعد التسجيل المعمول بها في أراضي الدول الأوروبية وعلى عواقب التخلي عن ذلك، مشيرا إلى أن غياب التسجيل سيؤدي إلى غياب الحقوق.
يذكر أن المعطيات الأخيرة لوكالة الحدود الأوروبية تقول إن أكثر من 710 آلاف لاجئ وصل إلى أوروبا منذ بداية العام الجاري، وسبق أن أعلنت المفوضية الأوروبية أن أزمة اللاجئين هذه هي الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.
المصدر: "RT"