مباشر

الوجه الآخر لبطل الشطرنج العالمي غاري كاسباروف

تابعوا RT على
صرح غاري كاسباروف بأن "موعد خلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين متوقف على حجم شدة الضغط على روسيا من الخارج".

 وأكد المعارض الروسي المقيم في الولايات المتحدة أن "حاشية بوتين ستزيحه ما إن يظهر ضعفه". وقال إن "عدم مواجهة الغرب لبوتين أو تلكؤه في ذلك، يتيح له لعب دور كبير في العالم، يمنحه جاذبية في الداخل ويشبع حنين الشعب الروسي إلى الفترة السوفياتية". وأضاف لاعب الشطرنج الدولي أن بوتين يساعد (الرئيس السوري) بشار الأسد في إغراق أوروبا باللاجئين.

وكان كاسباروف قد قال العام الماضي إن بوتين أخطر على العالم من تنظيم "داعش" ليس بما يمتلكه من ترسانة نووية، بل للرد المتهاون للغرب على الخطوات التي يقوم بها.

وغني عن القول إن المرء يفاجأ بهذا التحريض السافر، ولا سيما أنه كان يتوقع أن يترك لاعب الشطرنج الدولي بوتين وشأنه، ويخلد إلى الهدوء قليلا، بعد إبعاده (أي كاسباروف) لمدة عامين عن أي نشاط مرتبط مع الاتحاد الدولي للشطرنج، وذلك إثر اتهامه بإعطاء رشوة بمبلغ 500 ألف دولار لانتخابه رئيسا للاتحاد، فالورقة الرابحة بيد كاسباروف والمعارضين الروس هي طهارة اليد ورفع راية مكافحة الرشوة والفساد في روسيا.

بيد أن هذا الموقف هو من تلك المواقف، التي لا يمكن تفسيرها، إلا في إطار المعاناة الشخصية.

إذ يبدو أحيانا أن العامل الشخصي يلعب دورا مهما، بل وفي حالات محددة، الدور الأوحد في تطور أحداث التاريخ.

وعلى الرغم من أن التاريخ لا يحب ترديد حرف التمني "لو"، فإننا لا نستطيع إلا أن نسأل:

ماذا لو نجح الشاب أدولف هتلر في أن يصبح رساما ناجحا! هل كانت لتحدث الحرب العالمية الثانية؟ ولتحصد أرواح عشرات الملايين في أتونها في منتصف القرن الماضي؟

وماذا لو كانت طفولة أسامة بن لادن أقل قسوة؟ هل كانت لتحدث مأساة 11 سبتمبر 2001، التي شوهت صورة الدين الإسلامي وجعلت المسلمين مشتبها بهم في مطارات العالم؟

وماذا لو لم يمت والد غاري كاسباروف اليهودي الأذربيجاني كيم مويسييفيتش عندما كان غاري في السابعة من عمره؟

وماذا لو لم يولد غاري في باكو عاصمة أذربيجان، الجمهورية السوفيتية السابقة، من أم أرمينية تدعى كلارا شاهينوفنا كاسباريان، ما اضطره في سن الثانية عشرة إلى اعتماد اسم عائلة والدته، وتعديله إلى كاسباروف ليصبح أكثر روسية؟.

وماذا لو ولد غاري بدلا من ذلك في يرفان أو في موسكو أو في سان بطرسبورغ في عائلة تحمل اسم ايفانوف مثلا، حيث لم تكن لديه مشكلة الانتماء، التي لم تحلها شهرته وملايينه؟

إذًا، لما عُرف في سنوات مراهقته بسلوكه المتسلط والنتائج المذهلة، التي حققها ورغبته العارمة في الفوز، التي جعلت متابعيه يطلقون عليه لقب "وحش باكو".

ولما فاز لاعب الشطرنج الشاب البالغ من العمر 22 عاما في عام 1985على بطل الشطرنج العالمي أناتولي كاربوف، ما اعتبر آنذاك انتصارا للتيار اللبرالي، الذي بدأ يطل برأسه مع ظهور ميخائيل غورباتشوف على مسرح المؤسسة السوفيتية المتخشبة.

وكذلك لولا طلاقه من زوجته ومشكلاته العائلية، التي تتجاهلها وسائل الإعلام الروسية والغربية، هل كان اعتزل الشطرنج في عام 2005، وانخرط حتى أذنيه في معمعان السياسة، رافعا راية "الديمقراطية" المتطرفة، ومتحالفا مع أشد أعداء الديمقراطية من البلاشفة والقوميين والعنصريين والفوضويين الروس.

كاسباروف لن يخلد إلى الهدوء وها هو يطلق كتابه الجديد: "الشتاء مقبل.. لماذا يجب إيقاف فلاديمير بوتين وأعداء العالم الحرّ؟"، حسنا لكن لمَ التهليل لهذا الكتاب في العالم العربي.

حبيب فوعاني

المقالة تعبر عن راي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا