ونقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول أن طائرات حربية أغارت صباح الاثنين على مواقع للتنظيم الذي سيطر على سرت وضواحيها بشكل كامل صيف العام الماضي وعزلها بشكل تام فارضا قوانينه الصارمة على سكانها.
وسائل إعلام محلية وعربية تحدثت هي الأخرى عن تعرض موقع لتنظيم "داعش" في أم القردين شرق سرت لغارة جوية مجهولة قتل خلالها 3 مسلحين لداعش.
ونقلت "بوابة الوسط" عن شاهد عيان أن طائرات مجهولة استهدفت مقرا سابقا للشركة المصرية للمقاولات يتمركز فيه مسلحون من تنظيم "الدولة الإسلامية" ويبعد عن معقلهم في "بلدة النوفلية" بمسافة 20 كيلومترا، لافتا إلى أن الغارة وقعت بعد تحليق طائرة من دون طيار فوق المنطقة.
وأعلن المصدر ذاته لاحقا عن غارة مجهولة أخرى صباح الأربعاء 21 أكتوبر/تشرين الأول استهدفت منزلا في المنطقة السكنية الأولى وسط مدينة سرت يعود لأحد ضباط القذافي ويتخذه التنظيم مقرا لعناصره ما تسبب في تدمير المبنى ومقتل عنصر لداعش، ناقلا عن مصادر محلية تحليق طائرات من دون طيار لساعات فوق المدينة منذ عدة أيام.
وعلى الرغم من وجود تفاصيل عن الغارتين وشهود عيان، إلا أنه لا توجد أي أدلة ملموسة أو تصريحات يوثق بها، بل ذهب عدد من النشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي إلى الإعلان عن أن طائرات روسية هي من شن الغارتين، ووصف أحد الصحفيين الليبيين الطائرات المجهولة التي يُزعم بأنها أغارت على مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سرت بأنها فاعلة خير، في حين نفى موقع متخصص في أخبار مدينة سرت الواقعة جملة وتفصيلا.
لم تكن أنباء الغارتين المجهولتين الأخيرتين على سرت الأولى من نوعيها، حيث تحدثت وسائل إعلام دولية ومحلية في وقت سابق من العام الجاري عن قيام طائرات مجهولة بالإغارة على موقع لتنظيم "داعش" في المدينة التي شهدت نهاية القذافي في 20 أكتوبر عام 2011.
وفي أغسطس من عام 2014 شنت طائرات مجهولة غارتين على مواقع لقوات "فجر ليبيا" أثناء الاقتتال الذي نشب حول مطار طرابلس الدولي ومعسكرات ومواقع أخرى مع مناوئين ينتمون لمدينة الزنتان وورشفانة، وتوجهت آنذاك أصابع الاتهام إلى مصر والإمارات.
بالمقابل، وثق تنظيم "الدولة الإسلامية" ممارساته الوحشية في سرت، حيث نشرت مواقع مقربة منه مؤخرا صور لإعدام 3 أشخاص هم مفتاح الستوتي الورفلي وسعيد عبد السلام المعداني ومحمد نصر بن نائل الفرجاني.
نجح تنظيم "الدولة الإسلامية" في الحصول على موطئ قدم في سرت ومناطق مجاورة وتمكن من إخماد كل أشكال المقاومة، وطلى باللون الأسود وبشعاراته كل المؤسسات العامة التي سيطر عليها، ما تسبب في نزوح أعداد كبيرة من أهالي المدينة في الفترة الماضية بعد اجتياح مسلحي داعش للمنطقة السكنية رقم 3 وقضائهم على منافسين سلفيين.
غابت مؤسسات الدولة السيادية تماما عن سرت، وأصبحت رهينة لدى داعش من دون أي رد فعل من قبل حكومة الإنقاذ في طرابلس أو حكومة طبرق. وفي هذه الأجواء من الرعب والإعدامات الوحشية والعزلة ظهرت الطائرات المجهولة لتسلط الضوء من جديد على هذه المدينة المنسية، مدينة ارتبط بها تاريخ ليبيا المعاصر منذ عام 1969 نظرا لكونها مسقط رأس القذافي، والمكان الذي شهد مأساة مقتله، لتتحول بعد ذلك إلى معقل رئيس ومريح لتنظيم "الدولة الإسلامية" ولعدد كبير من مسلحيه الأجانب.
محمد الطاهر