بالرغم من الجدل السياسي حول التحالف الرباعي والتوقف الذي شهدته المعارك ضد داعش منذ أشهر، حركت غرفة بغداد الرباعية بوصلة الأحداث في بيجي والرمادي ضد داعش، الذي سيطر العام الماضي على مناطق شاسعة من سوريا والعراق.
وفي خضم هذه الأحداث وذاك الجدل، وصل الجنرال جوزيف دنفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة لأربيل.. وتعد زيارته، التي لم يعلن عنها سابقا أول زيارة يقوم بها منذ توليه منصبه في الأول من أكتوبر.
وعلى الرغم من أن مسؤولين أمريكيين صرحوا بأن زيارة دنفورد جاءت لمعرفة المستجدات في المعركة ضد تنظيم داعش، لكن وصول رئيس أركان الجيوش الأمريكية لأربيل بعد أقل من 24 ساعة على تسلم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلمها له السفير الروسي في بغداد إيليا مورغونوف يؤكد وجود علاقة بين الأمرين.
وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، قد استقبل الاثنين، في مكتبه السفير الروسي لدى بغداد إيليا مورغونوف، وسلم السفير الروسي رسالة خطية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعبادي، مؤكدا رغبة روسيا بتطوير العلاقات الثنائية مع العراق في مختلف المجالات وبالأخص الجانب التسليحي وتبادل المعلومات لمواجهة عصابات داعش الإرهابية، بحسب البيان الصادر عن مكتب العبادي.
يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عين الجنرال جوزيف دنفورد (59 عاما) في 26-9-2015 قائد قوات المشاة البحرية سابقا، وقائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان (إيساف) سابقا ليصبح رئيسا لهيئة الأركان المشتركة عوضا عن الجنرال مارتن ديمبسي.
وبصفته رئيسا للأركان سيكون الجنرال دانفورد المستشار العسكري الأول لوزير الدفاع آشتون كارتر.
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد صرح في يوم تولي دنفورد لمنصبه، بأنه سيرحب بشن روسيا غارات جوية ضد تنظيم داعش في بلاده.
لكن دنفورد الذي وصل العراق صرح بأن المسؤولين الأمريكيين اطمأنوا على أن العبادي لم يتقدم بطلب لموسكو في هذا الصدد حسب تعبيره.
وقال دنفورد للصحفيين الذين يرافقونه في الرحلة بناء على ذلك، اتصل مسؤولون أمريكيون بالعبادي وتأكدوا أنه لم يطلب ضربات جوية روسية.
من جانبه قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال جوزيف دنفورد في حديث صحفي قبيل وصوله إلى العراق، إن الزيارة تأتي للاطلاع على الأوضاع على الأرض بعد أسبوعين من تسلم المنصب.
وأضاف دنفورد، ليست هناك توقعات حول توسعة موسكو لحملتها الجوية لتشمل العراق، مبينا أن التقارير الأولية التي أشارت إلى أن الحكومة العراقية ترغب بأن تشارك روسيا بتوجيه ضربات جوية في العراق، أمور لم تعد متداولة.
وأكد دنفورد، أن القادة العراقيين أكدوا عدم توجيه طلب لموسكو لتوجيه ضربات جوية ضد داعش في العراق.
كل هذه التأكيدات وتكرارها دليل على القلق الأمريكي من إمكانية حدوث هذا الأمر وبذل واشنطن كل ما في وسعها للحيلولة دون ذلك.
ومن المقرر أن يلتقي دنفورد برئيس الإقليم مسعود بارزاني.. وقال متحدث باسم دنفورد "إنه سيلتقي أيضاً بمسؤولين حكوميين عراقيين".
وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي أكد، في (28 أيلول 2015)، أن العراق قد أنشأ مركزا لجمع المعلومات الاستخباراتية للتصدي لداعش بالتعاون مع روسيا وسوريا وإيران والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت قيادة العمليات المشتركة، كشفت في (27 أيلول 2015)، عن وجود تعاون أمني واستخباري مع روسيا وإيران وسوريا في العاصمة بغداد للقضاء على داعش، وفيما بيّنت أن هذا التعاون جاء مع تزايد القلق الروسي من تواجد آلاف الإرهابيين من المواطنين الروس في صفوف التنظيم، أكدت الاستفادة من هذه الجهود لتحقيق المصلحة العراقية وعدم الانحياز لمصالح الآخرين.
وبالرغم من التكتم الرسمي في بغداد بشأن دور "الغرفة الرباعية الاستخبارية" فإن لجنة الأمن البرلمانية تؤكد أن الأخيرة بدأت عملها منذ أسبوعين وأن ثمارها ظهرت في معارك بيجي.
وبشأن الزيارة المرتقبة لموسكو، والتي تسلمت اللجنة دعوة من نظيرتها في مجلس النواب الروسي بداية الشهر المقبل، يقول رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية حاكم الزاملي، "إن هناك عدة أمور سيتم مناقشتها مع الجانب الروسي في مقدمتها عقود التسليح المبرمة معهم وإمكانية تسريع توريدها للحكومة العراقية".
ولوح الزاملي بإمكانية طلب العراق من روسيا شن هجماتها الجوية لضرب مواقع داعش، منوها إلى أن "قضية طلب المساعدة من الطيران الروسي داخل العراق تتوقف على الزيارة ومدى استعداد روسيا في حربها ضد داعش".
وفيما قال القيادي البارز في الحشد الشعبي قاسم السوداني إن "الأمريكيين يعملون بشكل مستمر وحثيث من أجل أن يكون لهم دور وأثر فيما يجري بالعراق وأنهم يسعون بشكل جدي لمنع دخول قوات الحشد الشعبي إلى الأنبار".
من جانبه أكد عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية إسكندر وتوت، الثلاثاء، ضرورة وجود تحالف وثيق بين واشنطن وموسكو للقضاء على تنظيم داعش الإجرامي.
وقال وتوت "إن هدفنا الأهم مواجهة داعش ولو كانت أمريكا جادة في مصلحة العراق والمنطقة يجب أن تكون هنالك توافقات بينها وبين الخلية الاستخبارية للتحالف الرباعي".
وأضاف وتوت "أن للروس دورا إيجابيا في تعرية داعش وكل من يتعاون معها، لكن هنالك أجندات خارجية تتدخل لمنع ضرب داعش".
عمر عبد الستار