وقال خلال لقاء مع ستيفان دي ميستورا المبعوث الأممي إلى سوريا الثلاثاء 13 أكتوبر/تشرين الأول في موسكو: "لقد أكدنا أكثر من مرة أن حملتنا التي جاءت ردا على طلب الحكومة السورية لا تعني جعل ضرورة العملية السياسية تدخل طي النسيان. على العكس، إننا نلاحظ أن دعم جهودكم يصبح أمرا أكثر إلحاحا".
وأردف قائلا: "في الوقت الراهن، حين أصبح توافق (حول تمثيل المعارضة السورية في المفاوضات مع دمشق) يلوح في الأفق، هناك من يقول إن عملية سلاح الجو الروسي تعرقل العمل السياسي. لكنني واثق من أن المراقبين الموضوعيين يرون بوضوح أن مثل هذا الربط (بين العملية السياسية والجهود الروسية لمكافحة الإرهاب) يحمل طابعا اصطناعيا".
وأضاف لافروف أن موسكو قلقة من محاولات بعض الأطراف عرقلة تشكيل جبهة موحدة لمكافحة الإرهاب.
وأردف قائلا: "إننا دخلنا مرحلة حرجة مرتبطة بجهود تسوية الأزمة.. ويكمن الهدف الرئيس في الوقت الراهن في توحيد الجهود من أجل مكافحة الإرهابيين: تنظيمي "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" والآخرين".
وتابع أن تلك الأطراف التي تسعى لعرقلة جهود تشكيل جبهة مكافحة الإرهاب، تستغل في جهودها هذه بعثة دي ميستورا. وأشار إلى وضع شروط مسبقة جديدة باستمرار في طريق العملية السياسية ف سوريا.
دي ميستورا: يجب إعطاء دفعة إضافية للعملية السياسية في سوريا
بدوره وصف دي ميستورا لقاءاته مع وزير الخارجية الروسي ونائبه ميخائيل بوغدانوف بأنها كانت مفيدة. وكشف أن محادثاته في وزارة الخارجية الروسية تركزت على سبل إعطاء دفعة جديدة للعملية السياسية على المسار السوري.
وأردف قائلا: "أخطط للتوجه إلى واشنطن لحث الجانب الأمريكي على الانضمام إلى هذه الجهود أيضا.
وشدد المبعوث الأممي استحالة تسوية النزاع في سوريا وإطلاق العملية السياسية عن طريق التدخل العسكري.
دي ميستورا يلتقي بوغدانوف
هذا وفي اليوم نفسه أجرى دي ميستورا مشاورات مع ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ونائب وزير الخارجية الروسي.
وفي ختام لقاءاته في وزارة الخارجية الروسية قال دي ميستورا إن محادثاته كانت "مطولة ومفيدة"، رافضا إعطاء أي تعليق إضافي.
دي ميستورا يبحث مع نائب وزير الدفاع الروسي التسوية في سوريا
هذا وتصدر موضوع زيادة المساعدات الإنسانية المقدمة للشعب السوري وبذل الجهود لتسوية النزاع المسلح في البلاد المباحثات التي أجراها دي ميستورا الثلاثاء مع نائب وزير الدفاع الروسي أناطولي أنتونوف.
وفي أعقاب اللقاء أفاد أنتونوف بأن الجانب الروسي جدد للمبعوث الدولي إلى سوريا استعداد موسكو لتطوير التنسيق مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك التعاون في إنقاذ أطقم الطائرات عند الحاجة.
كما قال المسؤول العسكري الروسي إنه أطلع دي ميستورا على اتصالات موسكو مع تركيا ودول الخليج بالشأن السوري.
لافروف: المساعدات العسكرية الأمريكية للمعارضة السورية يقع جزء كبير منها بأيدي الإرهابيين
قال وزير الخارجية الروسي إن موسكو لا تشك في أن جزءا كبيرا من الأسلحة التي توردها واشنطن للمعارضة السورية يقع في أيدي الإرهابيين.
وجاء هذا التأكيد خلال مقابلة خص بها لافروف قناة "إن تي في" الروسية تعليقا على إنزال قرابة 50 طنا من الذخيرة من طائرات أمريكية في محافظة الحسكة شمال سوريا لدعم القوات الكردية التي تحارب "داعش".
واعتبر لافروف أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يحارب الإرهاب في سوريا بشكل غير حازمة، ورجح أن يكون الهدف الوحيد وراء عمليات التحالف يكمن في إضعاف الجيش السوري.
وفي تصريحات أخرى له بموسكو الثلاثاء 13 أكتوبر/تشرين الأول، قال لافروف إن لدى موسكو تساؤلات كبيرة حول البرنامج الأمريكي الجديد لدعم المعارضة في سوريا، بما في ذلك إسقاط الذخيرة والعتاد من الجو في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضين.
وبهذا الخصوص لفت لافروف إلى أن وقوع سيارات "جيب" من طراز "تويوتا" في قبضة "داعش"، يعد قضية خطيرة جدا. وأردف قائلا: "أعلنت الولايات المتحدة أمس أنها غيرت رؤيتها لدعم المعارضين، وقررت إسقاط الذخيرة لهم بدلا من تدريبهم. لكن إلى أين ستذهب كل هذه الذخيرة: ألا ستلحق بسيارات الـ "جيب" التي وقعت في أيدي "داعش"؟
وكشف لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الثلاثاء 13 أكتوبر/تشرين الأول مع نظيرته الرواندية لويز موشيكيوابو في موسكو، أن شركاء روسيا الغربيين الذين سبق أن نصحوا موسكو بالاتصال بـ"الجيش السوري الحر" يتحدثون الآن عن تحالف جديد يسمى "قوى سوريا الديمقراطية". وأعرب عن قلقه بهذا الخصوص، علما بأنه سبق لبعض التنظيمات التي انضمت إلى التحالف أن تعاونت مع "داعش".
وأضاف الوزير أن بلاده تشعر بخيبة أمل من عجز الأمريكيين حتى الآن عن توحيد جميع الأطراف السورية المعنية في مكافحة الإرهاب.
وذكر بأن موسكو تؤكد دائما انفتاحها على التنسيق مع المعارضة السورية الوطنية في سياق مكافحة الإرهاب، لكنها لم تتمكن بعد من إيجاد قوى مهتمة بالحفاظ على سوريا موحدة وعلمانية لكي تعيش فيها كافة مكونات المجتمع الطائفية والإثنية في أمان.
ولذلك تطلب موسكو منذ أيام ، حسب لافروف، "من شركائنا الغربيين المساعدة في فتح قوات الاتصال بالمعارضة السورية المعتدلة، لكنها لم تتلق حتى الآن أية معلومات دقيقة بهذا الشأن".
وأضاف: "وعدونا بالمساعدة، وفي البداية تحدثوا عن "الجيش السوري الحر" لكنهم لم يقولوا من يمثله. أما الآن، فيتحدثون عن تحالف "قوى سوريا الديمقراطية". إننا درسنا قائمة المشاركين في هذا التحالف ولاحظنا فيه تنظيمات سبق لها أن تعاونت مع "الدولة الإسلامية".
موسكو تؤكد انفتاحها على التعاون حول سوريا في المجالين العسكري والإنساني
كما أكد لافروف انفتاح موسكو على التنسيق مع الجهات الدولية حول الوضع الإنساني ومكافحة الإرهاب في سوريا، مشيرا إلى أنها جددت كذلك استعدادها لفتح قنوات اتصال مع المعارضة الوطنية المسلحة.
وذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا منذ بداية الأزمة السورية كانت تشجع جميع الأطراف على إعلام هدن إنسانية من أجل إيصال المساعدات إلى المتضررين وتخفيف معاناة المدنيين.
وتابع أن الجانب الروسي عندما وافق على طلب الحكومة السورية وبدأ عمليته العسكرية بسوريا، عرض على جميع الأطراف التنسيق في مختلف المجالات، بما في ذلك تحديد المناطق التي لا يجوز إجراء عمليات عسكرية فيها لأسباب إنسانية، لكنه لم يتلق حتى الآن ردا من الشركاء الغربيين.
وأكد الوزير على استعداد روسيا لفتح قوات اتصال مع وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والتنسيق معها حول الوضع الإنساني في سوريا وفي المناطق التي تجري فيها العملية الروسية.
المصدر: وكالات