وبعد يومين من زيارة ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان آل سعود إلى مدينة سوتشي مصحوبا بوزير الخارجية عادل الجبير ومسؤولين آخرين، حيث اجتمع مع الرئيس فلاديمير بوتين، يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء 13 أكتوبر/تشرين الأول في موسكو المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا.
ورغم الحملة الدعائية المكثفة التي تشنها واشنطن وحلفاؤها بغية تشويه أهداف العملية الروسية ضد الإرهابيين في سوريا، إلا أن الاتصالات بين موسكو وواشنطن لا تنقطع، وليس على مستوى وزارتي الدفاع فحسب، بل وعلى مستوى وزارتي الخارجية، إذ تبذل هناك جهود لصياغة حل وسط فيما يخص التسوية السياسية بسوريا.
وفي هذا السياق جاءت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن ضرورة أن يرحل الرئيس السوري بشار الأسد ولكن " ليس بالضرورة على الفور"، وتصريحات أخرى لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أكد فيها "أن فرنسا لن تطالب برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد كشرط مسبق لمحادثات السلام". أما لندن فذكرت على لسان وزير خارجيتها فيليب هاموند أنها مستعدة لبقاء الأسد رئيسا في الفترة الانتقالية.
وفي تصريح آخر، أدلى به هاموند الاثنين 12 أكتوبر/تشرين الأول بعد وصوله إلى لوكسمبروغ حيث يشارك في اجتماعات مجلس الاتحاد الأوروبي، أكد الوزير أن لندن ما زالت تصر على رحيل الأسد، لكنها مستعدة لإبداء مرونة فيما يخص مواعيد رحيله.
وتأتي زيارة دي ميستورا إلى روسيا، بعد رفض الائتلاف الوطني السوري، الأحد الماضي، المشاركة في مجموعات العمل التشاورية التي اقترحها الأخير. أما روسيا فتدعم خطة دي ميستورا بنشاط وتقيم اتصالات مع مختلف فصائل المعارضة السورية من أجل دفعها إلى الانضمام للعملية السياسية.
وقد أعلن الائتلاف في وقت سابق عن "تحفظات" على خطة دي ميستورا بشأن حل الأزمة السورية، وبينها "إغفال وضع آليات تخفف معاناة السوريين، وتجاهل عرقلة النظام أي خطوات لبناء الثقة، ووضع معايير قسرية لانتقاء ممثلي المعارضة".
يذكر أن مكتب المبعوث الأممي أعلن في 22 سبتمبر/أيلول الماضي، تعيين 4 رؤساء مجموعات عمل لسوريا، وذلك في إطار تنفيذ مبادرته.
موسكو والرياض تبحثان عن أسس مشتركة للحفاظ على وحدة سوريا
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس الأحد بعد المحادثات في مدينة سوتشي الروسية إن السعودية ترغب في البحث عن أسس مشتركة مع روسيا للحفاظ على سوريا موحدة.
وأضاف الجبير أن السعودية ترغب في تشكيل حكومة انتقالية في سوريا والتي ستقود في نهاية المطاف إلى رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
وذكر الجبير أن لديه مخاوف من العملية الجوية الروسية بسوريا، لكنه أضاف أن الجانب الروسي أكد خلال المحادثات أن الهدف الوحيد من عمليته في سوريا يكمن في مكافحة الإرهاب.
بدوره قال وزير الخارجية الروسي تعليقا على المحادثات إن الرئيس بوتين ووزير الدفاع السعودي أكدا "التطابق التام" للأهداف التي تسعى موسكو والرياض لتحقيقها في سوريا، وفي مقدمتها ضرورة منع انتصار "الخلافة" الإرهابية في الأراضي السورية.
وبالتزامن مع المحادثات الروسية - السعودية في سوتشي، نشرت تصريحات للرئيس الأمريكي باراك أوباما تثير تساؤلات حول الحملة الإعلامية التي تشنها واشنطن ضد العملية الروسية في سوريا، إذ أقر الرئيس الأمريكي بأن واشنطن علمت مسبقا بأن روسيا تعتزم تقديم مساعدة عسكرية للرئيس السوري بشار الأسد، ولذلك لم تكن هذه العملية العسكرية الروسية في سوريا مفاجأة كبيرة لها.
وأجاب أوباما عن سؤال بشأن مدة معرفته باحتمالية عمل روسي في سوريا وقت اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نيويورك بالقول: "توجد لدينا استخبارات جيدة بقدر كاف. نحن نراقب.. نحن علمنا بأنه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) يعتزم تقديم الدعم العسكري الذي احتاجه الأسد، لأنهم قلقوا من إمكانية انهيار النظام".
المصدر: وكالات