وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيتر في بيان، "يوجه وزير الدفاع أشتون كارتر وزارة الدفاع حاليا إلى تقديم معدات وأسلحة إلى مجموعة مختارة من القادة الذين تم فحصهم ووحداتهم حتى يكون بمقدورهم مع مرور الوقت الدخول بشكل منسق في الأراضي التي ما زال يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف بيتر كوك أن الولايات المتحدة ستوفر أيضا دعما جويا لمقاتلي المعارضة في المعركة مع التنظيم.
وقال مسؤول في البنتاغون "قررت واشنطن تقليص برنامجها الخاص بتدريب المعارضة السورية المسلحة"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستكتفي بتوفير المعدات والأسلحة.
وقال مسؤول عسكري أمريكي كبير مشترطا عدم الكشف عن اسمه إن التدريب سيوجه إلى زعماء المعارضة بدلا من تدريب وحدات مشاة كاملة كما كان في السابق.
ويمثل القرار الأمريكي تخليا عن برنامج سابق لتدريب وحدات من المقاتلين وتزويدها بالسلاح في مواقع خارج سوريا بعد أن عرف البرنامج بداية متعثرة وانتهى بفشل ذريع حين أعلنت القيادة المركزية الأمريكية في الـ26 من أيلول/سبتمبر أن قوات المعارضة السورية المدربة سلمت قسما من عتادها لـ"جبهة النصرة" المرتبطة بالقاعدة مقابل المرور الآمن في إحدى المناطق.
وشكل هذا الإعلان الذي جاء على لسان المتحدث باسم القيادة الكولونيل باتريك ريدر، ضربة هائلة ليس لبرنامج التدريب الأمريكي فحسب، بل للاستراتيجية الأمريكية المتبعة في سوريا على الصعيدين العسكري والأمني، من حيث ضعف الاستعدادات والقصور الاستخباراتي، فضلا عن التخبط الواضح في الأهداف الميدانية.
وكان وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر قد أعلن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيقدم قريبا اقتراحات حول تعديل برنامج تدريب المعارضة في سوريا.
يأتي هذا التصريح في الوقت الذي أفادت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الجمعة نقلا عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض قرر إنهاء برنامج تدريب المعارضة السورية واستبداله ببرنامج تدريب عدد محدود من قادة جماعات المعارضة في مركز تدريب صغير في تركيا.
وقال كارتر بعد لقائه مع نظيره البريطاني مايكل فالون في لندن الجمعة 9 أكتوبر/تشرين الأول، إن واشنطن وكذلك لندن ملتزمتان بضمان أمن أجواء تركيا والمجال الجوي الموحد لحلف الناتو.
وأكد أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد هو الحل الصحيح الوحيد، مشيرا إلى أن خطوات موسكو في سوريا خاطئة تماما وستؤدي إلى نتائج سلبية.
من جهة أخرى، قال كارتر إن لديه معلومات تشير إلى أن صواريخ روسية أطلقت من بحر قزوين باتجاه سوريا لم تتمكن من تنفيذ مهمتها بشكل صحيح، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل بهذا الشأن.
ونفت موسكو وطهران الخميس ما أوردته وسائل إعلام أمريكية حول سقوط صواريخ روسية أطلقت على مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا من بحر قزوين في أراضي إيران.
واشنطن تقلص عدد غاراتها على مواقع داعش في سوريا على خلفية تكثيف العمليات الجوية الروسية
هذا وتفيد معطيات القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) بأن عدد الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد مواقع داعش في سوريا، تقلص خلال الأيام الثلاثة الأخيرة ليصل من 8 الى 1 – 3 ضربات يوميا.
وتجدر الإشارة إلى أن تقليص عدد الضربات الأمريكية في سوريا يجري على خلفية تكثيف العمليات الجوية الروسية هناك بشكل ملحوظ، وتصريحات بعض مسؤولي البنتاغون الذين أعربوا عن قلقهم بشأن سلامة الطيارين الأمريكيين في سوريا.
وأفادت قناة "سي أن أن" نقلا عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية بأن الطيارين الأمريكيين حصلوا على تعليمات مفادها ألا يقتربوا من الطائرات الروسية بمسافة تقل عن 20 ميلا بحريا (حوالي 36 كلم).
كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر أن الصواريخ التي أطلقتها روسيا 7 أكتوبر/تشرين الأول من بحر قزوين اقتربت لتصبح على بعد "أميال قليلة" من إحدى الطائرات الأمريكية بدون طيار.
ومن جانبه أكد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية الجنرال إيغور كوناشينكوف أن الصواريخ التي أطلقتها السفن الروسية أصابت أهدافها في الأراضي السورية، مشيرا إلى أن الوزارة لا تتحدث استنادا إلى مصادر مجهولة، بل بالعكس تقوم بنشر صور عملية إطلاق الصواريخ وإصابة الأهداف.
يذكر أن الطائرات الروسية بدأت في 30 سبتمبر/أيلول غاراتها على مواقع تنظيم داعش في الأراضي السورية بناء على تفويض للرئيس فلاديمير بوتين من مجلس الاتحاد(المجلس الأعلى في لبرلمان الروسي) واستنادا إلى طلب من دمشق. وازداد نشاط الطيران الروسي خلال الأيام القليلة الماضية، إذ بلغ عدد الغارات الجوية الروسية خلال الـ24 ساعة الماضية 67 غارة، فيما تم توجيه الضربات ضد 60 هدفا.
المصدر: وكالات