وقالت كلينتون الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول خلال مشاركتها في فعالية انتخابية في دافنبورت بولاية آيوا: "علينا أن نشكل تحالفا يدعم منطقة عازلة. وإنني أظن أنه مهمة معقدة، ويجب أن يشارك الروس في تنفيذها، وهي لن تنجح بدونهم".
وكانت كلينتون قد دعت البيت الأبيض الأسبوع الماضي إلى زيادة الضغوط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد يوم من بدء الغارات الروسية على سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا ترفض فكرة إقامة منطقة عازلة في سوريا منذ البداية، باعتبار أن هذه المنطقة قد تستخدم للإطاحة بحكومة بشار الأسد في دمشق، على غرار الحملة الجوية التي شنتها الدول الغربية في ليبيا لإسقاط معمر القذافي. لكن من اللافت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما مازال هو الآخر متشككا بشأن فكرة المنطقة العازلة.
وكانت مصادر أمريكية قد ذكرت أن مشروع إقامة المنطقة العازلة والذي أعده البنتاغون، مازال على طاولة أوباما منذ أشهر، لكنه لم يتخذ أي قرار بشأنه حتى الآن.
وكانت شكوك أوباما حول فكرة المنطقة العازلة قد برزت في شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول الماضيين، عندما دعت أنقرة الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ جهود عاجلة لإقامة "منطقة آمنة" خالية من عناصر "داعش" على حدودها مع سوريا، لكن واشنطن نفت وجود أي اتفاق مع أنقرة بهذا الشأن ورفضت المشاركة في المشروع الذي نص على منطقة آمنة خالية من تنظيم "الدولة الإسلامية" مع توفير غطاء جوي لحماية قوات المعارضة السورية.
وكانت مصادر دبلوماسية أوروبية رفيعة المستوى قد تحدثت عن خلافات نشبت بين أنقرة وواشنطن بشأن المشروع الذي قدمته القيادة التركية بتطهير مناطق شمال سوريا من "داعش".
وذكرت وكالة "آكي" الإيطالية نقلا عن المصادر أن الجانب الأمريكي حاول إقناع أنقرة بضرورة إبعاد المنطقة التي تسعى لإقامتها، غربا لإبعادها من الخاضعة لسيطرة الأكراد في شمال سوريا.
وأوضحت المصادر أن تركيا حددت المنطقة بحيث تحول دون تكريس الأمر الواقع على الأرض في شمال سوريا، حيث يسعى الأكراد لإقامة مساحة جغرافية متواصلة الأطراف تمتد من أقصى شمال الشرق إلى أقصى شمال الغرب، وهي منطقة يمكن أن تضم أكثر من 20% من الأراضي السورية، وحيث تخشى تركيا أن يُشكّل هذا الواقع تهديدا لها في المستقبل، حسب المصادر.
ورغم الخلافات الأمريكية-التركية حول تفاصيل مشروع المنطقة العازلة وشكوك أوباما ورفضه المستمر لتمرير الفكرة ذكرت مصادر حكومية أمريكية قولها إن وزير الخارجية جون كيري قد عاد مجددا إلى اقتراح إقامة منطقة عازلة لـ"الدفاع عن المدنيين في سوريا"، حسب ما نقلت قناة "سي ان ان".
وأوضحت المصادر أن كيري طلب من موظفي وزارة الخارجية تطوير الفكرة، وطرح المسألة مجددا خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي عقد الأسبوع الماضي لبحث استراتيجية واشنطن لنزع فتيل الحرب في سوريا.
كما أكدت مصادر أن المستشارين الأمنيين لأوباما بحثوا المشروع مع حلفاء واشنطن خلال فعاليات الجمعية العامة لأمم المتحدة الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من أن البيت الأبيض لم يرفض المشروع المعدل مباشرة، قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن المشروع لا يخضع حاليا لدراسة جادة.
المصدر: وكالات