واعتبرت الرئاسة الروسية الاثنين 5 أكتوبر/تشرين الأول أن العمليات الجوية الروسية في سوريا لن تؤثر على علاقاتها مع أنقرة.
وأشار دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي إلى أن التعاون الروسي التركي متعدد المجالات ويملك أساسا متينا ويأتي بالمنفعة لكلا الجانبين.
بدوره نفى رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو نشوب توتر في العلاقات التركية-الروسية على خلفية اختراق المجال الجوي التركي. وأكد أن الجانب الروسي أبلغ أنقرة بأن الاختراق وقع عن طريق الخطأ، معربا عن أمله في عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
وزارة الدفاع الروسية: مقاتلتنا دخلت الأجواء التركية لثوان لسوء الأحوال الجوية
هذا وأقرت وزارة الدفاع الروسية بخرق مقاتلة روسية المجال الجوي التركي لوقت قصير بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف " يوم السبت 3 أكتوبر/تشرين الأول، وبعد الانتهاء من طلعة قتالية دورية، وعند إجراء مناورة فوق منطقة أحراش جبلية للعودة الى مطار حميميم، دخلت طائرة سو-30 حربية روسية المجال الجوي التركي لثوان معدودة".
وأضاف المتحدث أنه "بعد إجراء تفتيش وتحليل معطيات الاستطلاع الموضوعي، اتخذت قيادة مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية في سوريا الاجراءات الضرورية لمنع تكرار حالات مماثلة مستقبلا".
وكانت وزارة الخارجية التركية قد استدعت السفير الروسي لدى أنقرة للاحتجاج على خرق مزعوم للمجال الجوي التركي من قبل مقاتلة روسية تشارك في العمليات الجوية ضد "داعش". بدورها اعتبرفت السفارة الروسية لدى أنقرة بوقوع الحادث، مؤكدة أن الجانب الروسي قدم جميع الإيضاحات الضرورية.
وجاء في بيان أصدرته الخارجية التركية صباح الاثنين 5 أكتوبر/تشرين أن مقاتلة تابعة للاتحاد الروسي خرقت المجال الجوي التركي فوق أراضي ولاية هاتاي، وتحديدا في قضاء يايلاديغي في الساعة 12.08 يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول.
وأردفت الوزارة في بيانها قائلة: "بعد أن اتجهت طارئتا "إف-16" تابعتان لسلاح الجو التركي كانتا تقومان بالمناوبة في المنطقة من أجل اعتراض المقاتلة، غادرت الأخيرة المجال الجوي التركي باتجاه الأراضي السورية".
وتابع البيان أن الجانب التركي، على لسان نائب مستشار وزير الخارجية، أعرب عن احتجاجه على هذا الحادث للسفير الروسي لدى أنقرة الذي تم استدعاؤه من قبل وزارة الخارجية التركية.
وجاء في البيان أن أنقرة طالبت موسكو الحيلولة دون تكرار مثل هذه الانتهاكات، وحذرت من أن الجانب الروسي سيتحمل مسؤولية المخاطر التي تحملها مثل هذه الحوادث في طياتها.
كما ذكر بيان الوزارة أن وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو اتصل هاتفيا بنظيره الروسي سيرغي لافروف يوم السبت الماضي، وشرح له الموقف التركي إزاء مثل هذه الانتهاكات. وتابعت أن سينيرلي أوغلو أجرى أيضا اتصالات مع نظرائه الأمريكي والبريطاني والفرنسي والإيطالي بحث خلالها معهم الوضع.
واشنطن تعتبر اختراق المجال الجوي التركي متعمدا.. والناتو يعقد اجتماعا طارئا
ورغم تصريحات سياسيين أتراك قللوا من أهمية حادث اختراق المجال الجوي التركي من قبل مقاتلة روسية، اعتبر البنتاغون أن الحادث المذكور لم يأت "بصدفة".
ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية قوله: "إنني لا أصدق أنه جاء صدفة. بل يأتي هذا الحادث كتأكيد على قلقنا العميق حيال ما يعمله الروس في سوريا. ومازالت النوايا الروسية تثير أسئلة كثيرة".
وكشف المصدر أن الولايات المتحدة أجرت "مشاورات عاجلة" بهذا الشأن مع حلفائها في الناتو، بما في ذلك الجانب التركي.
بدوره وصف أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الذي تحدث للصحفيين بعد لقاء جمعه مع وزير الخارجية التركي، حادث اختراق المجال الجوي التركي بأنه "غير مقبول"، داعيا موسكو إلى "احترام المجال الجوي للدول الأعضاء في الناتو وتجنب التوتر في العلاقات مع الحلف".
الناتو يحذر روسيا من خرق أجوائه مجددا
من ناحيته أعلن مجلس حلف شمال الأطلسي/الناتو أن "طائرتين روسيتين سو-30 وسو-24 اخترقتا (المجال الجوي التركي) متجاهلتين تنبيهات الجانب التركي الفورية".
ودعا الحلف في بيان اتخذه في ختام اجتماع طارئ عقده مساء الاثنين 5 اكتوبر/تشرين الأول، روسيا الى "اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لعدم تكرار خرق أجواء الحلف مستقبلا".
من جانب آخر، ذكرت مصادر دبلوماسية في بروكسل أن وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف الناتو سيبحثون يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول تطورات الأوضاع في سوريا بعد انطلاق العملية الجوية الروسية ضد تنظيم "داعش". وتوقعت المصادر أن يشهد اللقاء الذي سيعقد في بروكسل تبادلا للمعلومات حول الخطوات الروسية في سوريا من أجل اتخاذ قرارات بشأنها على المستوى السياسي.
وكانت القوات الجوية والفضائية الروسية قد بدأت يوم 30 سبتمبر/أيلول بشن غارات نوعية على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في أراضي سوريا.
وتضم المجموعة القتالية الروسية في سوريا ما يربو على 50 طائرة ومروحية، وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الغارات التي تشنها تلك الطائرات تستهدف المعدات القتالية ومراكز الاتصالات ووسائل النقل ومخازن الأسلحة والذخائر والوقود التابعة للتنظيمات الإرهابية في أراضي سوريا.
المصدر: وكالات