وقال بيسكوف للصحفيين تعليقا على نتائج مباحثات قمة النورماندي حول أوكرانيا في باريس: "تم التأكيد على تقدمات إيجابية من ناحية سحب (الأسلحة)، وتثبيت الاتفاقات وتوقيع الوثائق المعنية حول سحب الأسلحة الخفيفة من عيار أقل من 100 ملم، الذي من المنتظر أن يبدأ منتصف ليلة غد".
ووصف بيسكوف "قمة النورماندي" (روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا) واللقاءات الثنائية للرئيس فلاديمير بوتين في باريس بأنها كانت "غنية للغاية وعملية جدا".
وفي ما يخص مضمون نتائج المباحثات، نوه بيسكوف إلى ضرورة عدم إخضاع المشاركين في انتخابات دونباس للملاحقة الجنائية أو أي ملاحقات أخرى. وقال: "تمت مناقشة موضوع العفو".
وذكر أن الرئيس بوتين وعد بتكليف خلال عدة أيام لإجراء استشارات حول مسائل الانتخابات في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من طرف واحد مع ممثليهما الرسميين.
وأشار إلى أن الجانب الأوكراني طرح خلال مباحثات القمة مبادرات لتحسين الاتصالات، حيث تم ذكر الوضع الصعب والمتأزم الحاصل عقب قرار السلطات الأوكرانية قطع الرحلات الجوية مع روسيا عمليا. إلا أن كييف أعربت في نفس الوقت عن استعدادها لإطلاق آليات مهنية" من أجل بحث مظاهر الأزمات بشكل سريع.
كما لفت بيسكوف إلى أنه تم خلال المباحثات أيضا بحث مسألة توريد الغاز الروسي إلى أوكرانيا، التي وعدت بالمصادقة على الاتفاقات، التي أقرها الجانب الأوكراني بالأحرف الأولى ووقع عليها الجانب الروسي، الخاصة بتوريدات الغاز في فصل الشتاء، قائلا: "ننطلق من أنه تم مع ذلك التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف المعنية".
هذا وأكد ممثل الكرملين أن الحوار بصيغة "رباعية النورماندي" سيستمر إذ من المقرر عقد لقاء على مستوى وزراء خارجية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل إضافة إلى استمرار الاتصالات اليومية بين مساعدي الرؤساء للشؤون الدولية.
هولاند: "رباعية نورماندي" تعول على سحب الأسلحة الخفيفة من دونباس ابتداء من 3 أكتوبر
أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في ختام مباحثات قمة النورماندي أن الرباعية تعول على سحب الأسلحة الخفيفة من دونباس ابتداء من السبت 3 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال هولاند: "من الممكن الخروج باستنتاجين من لقاء اليوم، الأول هو أن لقاء النورماندي هو حل صحيح، وصيغة صحيحة سمحت لنا بالتوصل إلى مباحثات مينسك والاتفاقات التي تنفذ. والآن استطعنا بفضل هذه الصيغة التقدم إلى الأمام".
وأضاف أن "الاسنتاج الثاني هو أن (اتفاقات) مينسك تنفذ. ونحن نعمل ضمن أطر هذه الاتفاقات، ويرغب جميع المشاركين في تنفيذها".
ومع ذلك اعتبر الرئيس الفرنسي أن تنفيذ اتفاقات مينسك سيحتاج إلى وقت أكثر مما كان مخططا له "وقد بحثنا ذلك أيضا اليوم".
ونوه إلى أن الانتخابات في دونباس يجب أن "تجري وفق القوانين الأوكرانية وأن تنظم في إطار مجموعة العمل كي لا يتم نقض نتائج التصويت فيها"، مؤكدا في هذا الصدد ضرورة تعديل القوانين الأوكرانية لإجراء الانتخابات، التي ستحتاج لثلاثة أشهر على الأقل من أجل تحضيرها ولذلك ستجري بعد المواعيد التي تنص عليها اتفاقات مينسك. وقال إن الانتخابات المحددة بتاريخ الـ18 من أكتوبر/تشرين الأول ( في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من طرف واحد) لا تفي بـ "المعايير اللازمة".
ولفت إلى أن المشاركين في القمة بحثوا كذلك موضوع العفو ومنح الحصانة للمرشحين في الانتخابات المحلية في دونباس قائلا:"من وجهة النظر الأمنية حصلت نجاحات ملموسة في تنفيذ اتفاقات مينسك التي يُلتزم بها بشكل عام، استطعنا عبر خطوات مستمرة التوصل إلى سحب الأسلحة، واستطعنا مجددا التوصل إلى تقدم سيجنَب سقوط ضحايا مستقبلا".
فضلا عن ذلك قال هولاند: "تحدثنا عن الجانب الإنساني. وقد اتفقنا على زيادة عدد نقاط عبور، وتحسين الوضع لوصول مختلف المنظمات الإنسانية بما فيها "أطباء بلا حدود". ومن الضروري كذلك تفعيل إجراءات تبادل الأسرى".
من جانبها أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عقب المباحثات في باريس أن طرفي النزاع لم ينفذا اتفاقات "مينسك-2" بشكل كامل.
واستطردت قائلة: "لكننا استطعنا تحديد السبل لدفع العملية قدما" التي أبدى الطرفان فيها عن قبول الآخر، فـ"اتفاقات مينسك تبقى أساسا للسلام.. وتوجد هناك خطوات إيجابية فيها".
بدوره أعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أنه يجب على بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا إتاحة إمكانية الوصول لجميع أراضي دونباس بما في ذلك الحدود الروسية الأوكرانية.
هذا وكانت قمة "رباعية النورماندي" قد باشرت الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول أعمالها في باريس بمشاركة زعماء كل من روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا لبحث الوضع في دونباس.
وشمل جدول أعمال مباحثات الزعماء مسألة إجراء انتخابات في دونباس وسحب الأسلحة من خط التماس وتأمين وصول مراقبي بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وغيرها من المسائل.
وقبل القمة عقد الزعماء الأربعة عدة لقاءات ثنائية، حيث أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فور وصوله قصر الإليزيه مباحثات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وبعد ذلك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
ودارت المباحثات لتسوية الأزمة جنوب شرق أوكرانيا خلف الأبواب المغلقة.
وجرى لقاء "رباعية النورماندي" الأخير على أعلى مستوى في العاصمة البيلاروسية مينسك يومي الـ11 والـ12 من فبراير/شباط الماضي حيث بحث الزعماء الأوضاع الأوكرانية على مدار 16 ساعة توصلوا خلالها إلى اتفاقات مينسك.
بوتين وهولاند يبحثان الأزمة السورية والعلاقات الثنائية
وقبل القمة بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الأزمة السورية والمسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي في حديث مع "تاس" إن اللقاء "تناول مناقشة العلاقات الروسية الفرنسية الثنائية وكذلك الملف السوري".
وفي وقت سابق، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله: "بحث الرئيسان الغارات الجوية التي تشنها الدولتان في سوريا وجهود الانتقال السياسي للسلطة فيها".
وذكر الدبلوماسي أن الزعيمين اتخذا "جهودا لتخطي الخلافات" حول سوريا.
المصدر: وكالات روسية