وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي الخميس 1 أكتوبر/تشرين الأول في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: "لقد قلنا بوضوح إن مهمة عمليتنا جاءت ردا على طلب الرئيس الأسد والهدف الذي تسعى إليه قواتنا المسلحة هو محاربة الإرهاب. فنحن لا ندعم الأطراف التي تحارب شعبها"... "كما أفهم، أن التحالف الدولي أعلن "الدولة الإسلامية" وغيرها من المجموعات الإرهابية أعداء له"... "الجانب الروسي يفعل مثل ما يفعله التحالف تماما ".
وذكر أن بعض الأشخاص يحاولون تصوير أعمال التحالف على أنها سعي إلى حل سياسي للمسألة، بينما يصورون أعمال روسيا على أنها موجهة لحماية النظام".
وأكد في هذا السياق أن روسيا تستهدف في سوريا "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" وغيرها من التظيمات الإرهابية، قائلا: "لقد صرحنا دائما بأننا سنحارب "الدولة الإسلامية" وغيرها من المنظمات الإرهابية، وتتخذ الولايات المتحدة نفس الموقف، حيث أعلنت قيادة التحالف أن أهدافها هي "جبهة النصرة" وداعش، ونحن نتفق مع هذا الموقف".
هدف الغارات الروسية في سوريا ضرب مستودعات أسلحة ووقود "داعش"
وأعلن لافروف أن هدف القوات الجوية الروسية في سوريا هو ضرب مستودعات الأسلحة والمحروقات التابعة لتنظيم داعش، مشددا على أن وزارة الدفاع الروسية قدمت تقريرا كاملا عن الأهداف التي استهدفت.
كما وصف التصريحات القائلة بأن العملية الروسية في سوريا هي محاولة لتحويل الانتباه عن الوضع في أوكرانيا بـ "السخيفة جدا".
وقال أن الإرهابيين يخططون للسيطرة على أراضي ممتدة من البرتغال وحتى باكستان، ويجب محاربة ذلك بفعالية، قائلا: "داعش يبني خلافة، وهو ليس القاعدة التي تشن ضربات ثم تذهب، فهو يحتل أراضي لبناء خلافة، ولديه نظام مالي خاص، وحتى عملة خاصة. وأتصور أنه يقدم خدمات اجتماعية".
لافروف: لا نستطيع الدخول في تحالف يتصرف دون قرار من مجلس الأمن
قال لافروف إن روسيا لا يمكن أن تدخل في تشكيل تحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا أوالعراق، قائلا: "لا نستطيع أن نكون جزءا من التحالف الذي يتصرف دون قرار من مجلس الأمن ودون طلب من أحد البلدين، حيث يجري عملياته".
إلا أنه أكد في نفس الوقت إدراك روسيا لضرورة التعاون مع التحالف في محاربة "داعش"، مؤكدا اهتمام بلاده الفعلي بالتعاون معه، قائلا:"ندرك أنه يجب تجنب أي سوء فهم، هذا على الأقل، وعلى الأكثر نريد أن تستمر محاربة الإرهاب بفعالية أكبر".
ونوه هنا إلى أن موسكو "تؤمن بإمكانية العمل الجماعي مع واشنطن، العمل المعتمد على القانون الدولي والاتفاقيات التي تم التوصل إليها والتي لا تُخرق. ونؤمن بضرورة التزام الدول الجدية بالمصالح المشروعة للآخرين".
ورأى أن "الولايات المتحدة وغيرها من الأصدقاء (الدول) لا ترد على روسيا بالمثل دائما في ما يخص الالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها"، مشيرا في هذا الصدد إلى الأزمة الأوكرانية حيث اعتبرها مثالا على ذلك.
كما أعلن أن موسكو لا تستطيع الاتفاق مع تعبير وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر بأن روسيا "تصب الزيت على النار" في الأزمة السورية، قائلا: "نعلم الكثير من نقاط التوتر حيث صب البنتاغون هذا الزيت، فيما موقفنا يتفق مع القانون الدولي بالكامل".
لافروف: "الجيش السوري الحر" ليس تنظيما إرهابيا ومنحنا أسلحة للأكراد في العراق
وبالعودة إلى سوريا، صرح سيرغي لافروف أن روسيا "لا تعتبر الجيش السوري الحر تنظيما إرهابيا، بل نعتبر أنه يجب أن يكون جزءا من العملية السياسية، وهذا ضروري لتأمين مفاوضات ثابتة للتسوية السياسية".
وذكر أن روسيا تورد السلاح للأكراد الذين يحاربون "داعش" من خلال الحكومة العراقية، إذ يتضمن المركز المعلوماتي في بغداد ممثلين عن الأكراد ايضا.
وقال إن موسكو لا تخطط لتوسيع عملياتها الجوية لتتضمن العراق "حيث لم تتم دعوتنا، ولن نأتي حيث لم ندع".
كما اقترح تعميم آلية التحقيق حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا على العراق حيث توجد عدة حقائق مؤكدة لاستخدامه من قبل "داعش".
لافروف: ثمن كثيرون مبادرة بوتين تشكيل تحالف ضد الإرهاب
وبخصوص مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول تشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب، لفت لافروف إلى أن الكثير من المشاركين في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أبدوا اهتماما بهذه المبادرة.
وأوضح قائلا: "أجرينا البارحة اجتماعا وزاريا في مجلس الأمن حول تهديد الإرهاب. وقد اختلفت الآراء ولكننا متحدون في شيء واحد، وهو أن الإرهاب يهدد الجميع. وأتصور أن الكثيرين نظروا باهتمام وإيجابية إلى مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشكيل تحالف ضد الإرهاب في إطار ميثاق الأمم المتحدة".
وعبر عن قناعة روسيا بأن "الأمم المتحدة أثبتت فعاليتها كأداة فعالة في تسوية الأزمات والرد على التحديات العالمية".
وبخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط، قال لافروف إنه لا يوجد أي سوء فهم لدى الفلسطينيين إزاء الموقف الروسي حول هذه التسوية، "فأولا التقى الرئيس بوتين في الـ21 من سبتمبر/أيلول (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس في موسكو، وهما يلتقيان دوريا، أعتقد عدة مرات في السنة، ويتكلمان أحيانا هاتفيا. ولا يوجد أي سوء فهم لدى أصدقائنا الفلسطينيين إزاء الموقف الروسي" من المفاوضات".
واعتبر بخصوص المفاوضات أن تقدمها إلى الأمام غير ممكن بعد، مضيفا أن "الرباعية غير صامتة واتخذت في اجتماعها أمس كل الوثائق الضرورية، غير أنها تستطيع الآن الكلام فقط للأسف (...) واستؤنف حاليا عملها، وقررنا الآن التنسيق مع جامعة الدول العربية".
لافروف: قريبا سيتخذ قرار لمواجهة أزمة اللاجئين إلى أوروبا
وفي ما يخص أزمة اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا ذكر لافروف أنه من الممكن اتخاذ قرار حول مواجهتها في القريب المنظور، قائلا: "إننا راضون عن أن مشروع القرار الآن، في شكله الحالي، وبعد جولات كثيرة من المباحثات، اتخذ شكلا صحيحا حسب وجهة نظرنا من حيث احترام القانون الدولي، وتستثني مضامينه تأويلات موسعة له".
واستطرد قائلا: "آمل أن الأعضاء الباقون في مجلس الأمن ممن تبقى لديهم أسئلة حول أقسام أخرى من هذه الوثيقة سيستطيعون التوافق عليها مع واضيعها، وسنتخذ قرارا في المنظور القريب".
وتحدث لافروف أيضا خلال المؤتمر عن أفغانستان مشيرا إلى أن آفاق تسوية الأزمة فيه تبقى غير محددة، قائلا: "هناك قلق من الوضع عند الحدود الأفغانية - الطاجيكية والأفغانية - التركمانية، حيث تنشط مختلف المجموعات المسلحة، بما فيه "الدولة الإسلامية". وقلقون من استمرار زيادة تهريب المخدرات ونقلها من الأراضي الأفغانية".
المصدر: وكالات