وأضاف الملك السعودي الخميس 24 أيلول/سبتمبر، خلال لقائه القيادات الأمنية المشاركة في الحج، "وجهنا الجهات المعنية بمراجعة الخطط المعمول بها في موسم الحج، مؤكدا أن خدمة ضيوف الرحمن شرف نعتز به.
وقدم سلمان بن عبدالعزيز العزاء في ضحايا حادث التدافع في مشعر منى قائلا "أعزيكم وأعزي نفسي في حادثة التدافع بمنى".
وصرح العاهل السعودي قائلا: "المملكة لا تنسى حماة الوطن العاملين عند الحدود"، في إشارة إلى القوات العسكرية الموجودة عند الحدود السعودية اليمنية في مواجهتها للمسلحين الحوثيين وقوات الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
خامنئي: الحكومة السعودية مسؤولة عن "كارثة" الحج
قال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي الخميس إنه يتعين على الحكومة السعودية تحمل مسؤولية كارثة حادث التدافع.
وقال خامنئي في بيان نشر على موقعه الإلكتروني "يتعين على الحكومة السعودية أن تتحمل مسؤولية هذا الحادث المحزن... سوء الإدارة والأفعال غير الملائمة تسببت في هذه الكارثة."
وفي وقت سابق من الخميس حمل مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيانالحكومة السعودية مسؤولية حادث تدافع الحجاج في منى.
وأعلن عبد اللهيان أن الخارجية الإيرانية ستسدعي المسؤول في السفارة السعودية بطهران، لإبلاغه احتجاج إيران وتقديم التوضيحات اللازمة عن أسباب الحادث، بعدما أعلن رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني، سعيد أوحدي عن وفاة 41 حاجا إيرانيا وإصابة 60 آخرين بجروح جراء حادث تدافع وازدحام للحجاج أثناء رمي جمرة العقبة في منى.
ولفت عبد اللهيان إلى أنه سيقع تشكيل لجنة خاصة لمتابعة وضع الحجاج الإيرانيين جراء حادثة منى.
في غضون ذلك، تناولت صحف سعودية أسباب التدافع الجديد الذي وقع في شارع العرب بالقرب من الجمرات أثناء التوجه لرمي جمرة العقبة، ونقل عن أحد المصابين قوله: "أثناء السير في اتجاه الجمرات، توقف سير الحجاج بشكل مفاجئ، وما هي إلا دقائق حتى قدمت دفعات من الحجيج من الخلف وحصل التدافع الشديد، وظل التدافع قائما حتى تدخلت الجهات المختصة من فرق طيبة وأمنية لإنقاذ المصابين.
من جهته كشف وزير الصحة السعودي، خالد الفالح، أن عدم الالتزام بتعاليم المشرفين على الحجاج، كان من بين الأسباب وراء حادثة التدافع في منى.
وقال الفالح في تصريح للقناة السعودية الإخبارية، "كان بالإمكان تفادي مثل هذه الحوادث لو تقيد الحجاج بالتعاليم والضوابط.
الرواية الرسمية للمديرية العامة للدفاع المدني، تتوافق مع ما نقله شهود عيان، إذ صرح المتحدث باسم الدفاع المدني، أنه أثناء توجه الحجاج إلى مرحلة رمي الجمرات، نتج عنه تزاحم وتدافع بين الحجاج وسقوط أعداد كبيرة منهم، وبادرت الوحدات الأمنية وهيئة الهلال الأحمر السعودي بمنع حركة المشاة باتجاه موقع الزحام والتدافع وقامت بإسعاف الحجاج وإنقاذ العالقين منهم.
تعزية بوتين للعاهل السعودي
هذا وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه الصادقة لخادم الحرمين الشريفين، الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بعد سقوط هذا العدد الكبير من الحجاج خلال التدافع.
وقال المكتب الصحفي للكرملين الخميس: "نقل فلاديمير بوتين أصدق معاني التعاطف لأقارب وذوي المتوفين، والأمنيات بالشفاء العاجل لكل المصابين".
من جانبها أعربت الولايات المتحدة عن تعازيها لأسر الحجاج المتوفين، وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض نيدا برايسا في بيان: "أفكارنا معهم ومع أكثر من مليونين من الناس يؤدون مناسك الحج هذا العام".
كما أعربت وزارة الخارجية الأمريكية على لسان مدير مكتبها الصحفي جون كيربي عن تعازيها، قائلة: "الآن خلال عيد الأضحى المبارك ، تعرب الولايات المتحدة عن تأييدها للمسلمين في كل العالم في هذه المأساة المرعبة".
بدوره أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن تعازيه، وأعلن ممثله ستيفان ديوجاريك أن بان كي مون استاء استياء عميقا حين علم بالمأساة، قائلا: "هذه الحادثة المأساوية حزينة أكثر لأنها حصلت في اليوم الأول من عيد الأضحى. ويعرب الأمين العام عن تعازيه الصادقة لعائلات الضحايا كما يعرب عن تعاطفه مع حكومات جميع الدول التي مسها المصاب".
وأعرب حلف شمال الأطلسي الناتو أيضا على لسان أمينه العام ينس ستولتينبيرغ عن تعازيه، معتبرا أن "حقيقة حصول الحادثة خلال عيد الأضحى يجعلها مأساوية أكثر".
وأعرب ستولتينبيرغ عن تعازيه لأسر القتلى والمصابين قائلا: "إنني أثمن مئات المنقذين والمتطوعين والخبراء الذين يحاولون الحفاظ على الحياة والترويح عن المعاناة. وأعرب عن تضامني مع ملك السعودية في هذا الوقت الصعب".
مسؤول روسي: عملنا كثيرا لضمان أمن الحجاج
أكد رئيس الهيئة الفدرالية الروسية لشؤون القوميات إيغور بارينوف أن الجانب الروسي عمل كثيرا خلال السنوات الأخيرة لضمان أمن أداء فريضة الحج.
وفي تصريح صحفي أشار بارينوف إلى أن نقل الحجاج من روسيا إلى السعودية يحصل جوا فقط، ذاكرا أن فرقا طبية روسية تعمل في أماكن وجودهم، إضافة إلى تأمين الحجاج بخدمات صحية ضرورية وتوفير أفضل الغرف والوجبات لهم في الفنادق السعودية.
هذا ولفت المسؤول إلى دور المفوض الروسي لشؤون الحج إلياس أوماخانوف في تنسيق كل هذه الإجراءات.
كما أعرب بارينوف عن أمله في أن تتخذ السلطات السعودية في المستقبل جميع الخطوات اللازمة لرفع مستوى الأمن أثناء موسم الحج، معبرا عن تعازيه لعائلات وذوي ضحايا حادثة منى.
المصدر: وكالات