وقال غاتيلوف خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء 22 سبتمبر/أيلول: "ندعو الى تسوية سياسية لهذه الأزمة الدموية. فهي مستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، وقتل الكثير من الناس. المسألة الملحة هي التوصل في أسرع ما يمكن إلى بدء حوار سياسي بين الأطراف المتنازعة".
وأعاد غاتيلوف إلى الأذهان أن المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إقترح خطة لإطلاق حوار سوري - سوري تشمل بما في ذلك تشكيل أربع مجموعات عمل حول مجالات مختلفة، معتبرا أن "الجزء السياسي له أهمية كبيرة. وقال: "نحن نؤيد ما عرضه دي ميستورا، ونتعاون معه. وجاهزون للاستمرار في العمل سوية".
غاتيلوف: يجب على المجتمع الدولي التنسيق مع دمشق لمحاربة الإرهاب
ورأى الدبلوماسي الروسي أن على المجتمع الدولي محاربة المنظمات الإرهابية في سوريا، بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية بالتنسيق مع دمشق.
ونبه خلال حديثه عن مشكلة الإرهاب في سوريا، "بضرورة توحيد المجتمع الدولي جميع جهوده" لمحاربة هذه الظاهرة، قائلا: "من المعروف أن هناك تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، ينفذ عمليات في العراق وسوريا، غير أنه إذا كان يعمل في العراق بالتنسيق مع سلطات بغداد، فللأسف، لا يوجد مثل هذا التعاون مع دمشق في سوريا".
واعتبر غاتيلوف أن "ذلك يستدعي أسفا كبيرا. في حال إقامة مثل هذا التعاون، فإن الحرب على الإرهاب ستكون فعالة أكثر"، مضيفا: "من الضروري توحيد جهود جميع من يقدرون فعلا على مواجهة هذا التهديد الإرهابي، لذلك اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة تشكيل جبهة دولية عريضة لمكافحة هذا الخطر".
وأعرب الدبلوماسي عن ثقته في أن تولى هذه المسألة اهتماما خلال الدورة المرتقبة للجمعية العامة للأمم المتحدة .
كما ذكر أنه يخطط لقاء بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري على هامش أعمال الدورة حيث "سيتم بحث جدول أعمال شامل لن يقيد بالموضوع السوري فقط، بل ومشاكل أخرى بما فيها الخاصة بالعلاقات الثنائية بين البلدين".
كما ذكر أنه قد يجرى لقاء لرباعية الشرق الأوسط على هامش أعمال الجمعية يومي الـ29 والـ30 من سبتمبر/أيلول الجاري.
غاتيلوف: اتفاقية جنيف لا تزال أساسا للتسوية السياسية السورية
كما أكد غاتيلوف أن روسيا لا تنوي طرح أي أفكار جديدة بشأن التسوية السياسية السورية في الأمم المتحدة، مشيرا إلى أهمية بذل جهود من أجل إيجاد حل هذه القضية على أساس بيان جنيف التي تم التوصل إليه عام 2012.
ووصف غاتيلوف بيان جنيف قائلا: "يبقى قاعدة رئيسية لهذه التسوية السياسية، إذ تحتوي على جميع الإجراءات والخطوات اللازمة، كما ينص على ضرورة إطلاق حوار بين الأطراف السورية".
ورأي غاتيلوف أنه "إذا وجدت إرادة طيبة بين أطراف النزاع والمعنيين الخارجيين الذين يستطيعون التأثير على العملية لتتقدم في الاتجاه الصحيح، فإن هناك آفاقا جيدة لبدء التسوية السياسية".
غاتيلوف يؤكد إفلاس محاولات الغرب تحميل الأسد المسؤولية عن تدفق اللاجئين
وفيما يتعلق بتدفق اللاجئين السوريين إلى دول أوروبا، وصف الدبلوماسي الروسي محاولات الغرب لتحميل الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية عن التدفق بـ"المفلسة".
وقال غاتيلوف: "لقد أشرنا منذ البداية إلى أن النزاع الذي كان الشركاء الغربيون يؤججونه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد تكون له تداعيات، وحصلت التداعيات بالفعل"... "الناس يهربون من الحرب وأفعال تنظيم "داعش".
مع ذلك، ذكر غاتيلوف أن موسكو ترى تغيرات في موقف واشنطن تجاء مستقبل بشار الأسد.
وأوضح أن رحيل الأسد "يبقى في نظر واشنطن مسألة استراتيجية، لكن يبدو أن خطتها التكتيكية تحتوي على محاولات لإيجاد طرق تسمح برؤية مختلفة لآفاق التسوية السياسية وإقامة حوار سياسي بين الأطراف السورية المتنازعة، قائلا: "من وجهة النظر هذه، يمكن أن يكون هناك بعض التغيرات".
غاتيلوف: روسيا دعت منذ زمن إلى التعاون مع إيران لحل الأزمة السورية
وفيما يخص مشاركة طهران في حل النزاع السوري، قال غاتيلوف إن موسكو دعمت منذ البداية فكرة إشراك إيران للبحث عن سبل تسوية في سوريا.
ونوه بأن طهران تمتلك نفوذا في المنطقة وامكانيات لممارسة التأثير في اتجاه بدء الحوار السياسي.
كما تطرق غاتيلوف إلى موضوع مجموعات العمل بشأن سوريا، والتي شكلها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وقال إن روسيا لن تشارك فيها.
وأشار إلى أن موسكو تعمل مع دي ميستورا في الوقت الراهن، في محاولة للتوصل إلى وجود ممثلين عن دول مختلفة في المجموعات ومن أجل عدم اقتصار أعضائها على ممثلي دول غربية، قائلا: "نعتقد أن ذلك الأمر مهم لضمان عمل فعال لمجموعات العمل".
وأعاد غاتيلوف إلى الأذهان أن موسكو كانت عقدت لقاءين تشاوريين بين الأطراف السورية، واصفا إياهما بـ "المثمرين".
وأضاف أن مهمة توحيد مختلف مجموعات المعارضة السورية على أرضية موحدة لا تزال قائمة، من أجل تمكينها من تشكيل وفد موحد خلال المفاوضات مع الحكومة السورية.
المصدر: وكالات روسية