ويتدفق آلاف اللاجئين إلى أراضي كرواتيا منذ الأربعاء الماضي، بعد أن أغلقت هنغاريا حدودها في وجوههم، ووضعت في طريقتهم جدارا حديديا فيما تصدت وحدات من شرطة مكافحة الشغب للمهاجرين بقسوة.
وقال رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش خلال مؤتمر صحفي عقده في زغرب الجمعة: "إننا لا نستطيع مواصلة تسجيل الناس وتقديم الملاجئ لهم".
وتعهد بتقديم الأغذية والمياه والمساعدة الطبية للاجئين، لكنه حذر من أن بلاده سترسل هؤلاء بعد ذلك إلى داخل أراضي الاتحاد الأوروبي.
وشدد قائلا: " لدينا قلوب لكن لدينا عقول أيضا".
وفي هذا السياق أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد المهاجرين الذين وصلوا أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط بلغ منذ مطلع العام رقما قياسيا يساوي نحو 474 ألف شخص، منهم 182 الف سوري على الأقل.
ويحاول مئات الآلاف عبور شبه جزيرة البلقان في طريقتهم إلى دول أوروبية أكثر رفاهية، وبالدرجة الأولى ألمانيا التي أعلنت استعدادها لقبول 800 ألف طالب لجوء هذا العام.
وكانت السلطات الكرواتية قد أعلنت إغلاق جميع منافذها الحدودية مع صربيا، البالغ عددها 7، وذلك على خلفية تزايد تدفق اللاجئين.
وقالت جيلينا بيكيك، المتحدثة باسم إدارة الشرطة بوزارة الداخلية الكرواتية إن 11 ألف لاجئ دخلوا البلاد من صربيا بين الـ16 والـ17 من سبتمبر/أيلول الجاري.
وأعلنت السلطات الكرواتية أن الإغلاق سار حتى إشعار آخر.
جاء هذا الإعلان بعد ساعات من تحذير بهذا الشأن أطلقه وزير الداخلية الكرواتي رانكو أستوييتش، ودعا فيه اللاجئين إلى الامتناع عن التوجه إلى كرواتيا. وقال "لا تأتوا إلينا، كرواتيا ليست معنية بأن تصبح مكانا تجدون فيه الحماية، كتلك التي يمكن أن تحصلوا عليها في بلدان تواجدكم الحالي". وطلب من المهاجرين البقاء في اليونان ومقدونيا وصربيا.
هنغاريا تواصل بناء جدارها الحدودي
على الرغم من الانتقادات شديدة اللهجة التي واجهتها بلاده، بسبب التعامل القاسي مع اللاجئين، أعلن رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان أن السلطات بدأت الليلة الماضية العمل عى تمديد الجدار الحدودي ليشمل الحدود الهنغارية-الكوراتية، وذلك بعد أن أوقفت الشرطة مئات المهاجرين الذين عبروا الحدود من جانب كروتيا.
وكشف أوربان أن 600 جندي يعملون على تشييد المقطع الجديد من الجدار الذي سيبلغ طوله 41 كيلومترا، مؤكدا أنه سيتم إرسال مئات الجنود الآخرين سينضمون إلى المشروع خلال الأيام القليلة القادمة.
أما صربيا غير العضو في الاتحاد الأوروبي التي تعد بوابة للمهاجرين الساعين غلى الاتحاد الأوروبي، فحذرت جيرانها من إغلاق حدودهم أما اللاجئين.
هذا وأعلنت الأمم المتحدة أنه يستحيل حل قضية الهجرة إلى أوروبا بجهود دولة واحدة فقط، ودعت إلى اتخاذ جهود جماعية.
ومن المقرر أن يجتمع وزراء الداخلية في الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل لبحث مشروع لإعادة توزيع 120 ألف لاجئ آخر من جنوب أوروبا في كامل أراضي الاتحاد، وذلك بعد أن وافق مجلس الاتحاد على خطة مماثلة لإسكان 40 ألف طالب لجوء.
ورغم دعوات المفوضية الأوروبية إلى تنسيق حل في أقرب وقت ممكن، لم تتمكن الدول حتى الآن من تنسيق ملامح الخطة التي طرحها منذ اسابيع رئيس المفوضية جان كلود يونكر، بسبب خلافات عميقة بينهما ورفض بعد الدول لفكرة الحصص لاستقبال اللجئين، بينما يستمر تدفق المهاجرين غلى سواحل جنوب أوروبا.
المصدر: وكالات