مباشر

عودة بحاح إلى عدن من المنظور السعودي

تابعوا RT على
للسعودية خصوصية في المنطقة جعلتها من الدول التي تلتزم سياسة الحياد في الصراعات الدولية، رغم ما راج عن تدخل إيران في المنطقة...

  لكن وبعد انقلاب الحوثيين على الشرعية، ووضعهم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تحت الإقامة الجبرية في منزله .. أدركت الرياض أن هناك طوقا يحكم على عنقها لعدة عوامل سياسية واقتصادية فكانت عاصفة الحزم..      

اليوم وبعد 5 أشهر على عاصفة الحزم بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في محافظة عدن وما حولها، مع تزايد الضغط على الحوثيين في تعز ومأرب والبيضاء.

ومن جهة أخرى، تلوح في الأفق منذ أيام قليلة بوادر انفراج وتحرك دبلوماسي يؤذن ببدء مفاوضات قريبة بين الطرفين، إذ التقى الموفد الأممي ولد الشيخ بالأمس القريب في الرياض الرئيس اليمني لبحث إمكانية انطلاق المفاوضات، وهنا أبدى هادي استعداده لقبول الخيار السياسي إذا قبل الطرف الآخر بقرار مجلس الأمن ( 2216 ) كشرط لأي حل سياسي.

وقد رحبت الأحزاب اليمنية ببدء مفاوضات من شأنها وقف نزيف الدم، وإعادة الهدوء إلى اليمن، كما رحب الحوثيون بهذا الخيار، ولكن دون الحديث عن قبولها أو رفضها لشرط الرئيس هادي؛ مما يشكك في جدية رغبتهم في السلام الحقيقي، والذي يعني بالضرورة التخلي عن السلاح والتحول إلى حزب سياسي، لكن هذا الخيار يكاد يكون بالنسبة للبعض شبه مستحيل؛ اذا ما احتسبوا من أزلام المشروع الإيراني.

   وفي ظل الأجواء التي تشي بعودة الهدوء إلى المنطقة، التقى وزير الخارجية السعودي الدكتور خالد الجبير مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، على هامش اللقاء الوزاري لجامعة الدول العربية، وجرى الحديث حول السبل التي من شأنها إعادة الحياة بين الدولتين إلى وضعها الطبيعي، والتعاون في محاربة الإرهاب، إذ دعا الجعفري السعودية إلى الانضمام إلى المقترح العراقي "تجريم الفكر المتطرف والقضاء على الإرهاب"، وضرورة تعاون الطرفين في التصدي لتدني أسعار النفط، ولهذا أرسلت المملكة سفيرا لها إلى بغداد للمرة الأولى منذ خمسة وعشرين عاما.  

   أما الشارع السعودي فلا يرى في التهدئة إلا إنقاذًا لموقف الخصوم، لاسيما وأن بوادر الحسم الحقيقي بدأت تلوح في الأفق، بعد التحرك الفعلي على الأرض لقوات التحالف، من عدة محاور، حيث أبدى بعض السياسيين السعوديين عدم ارتياحهم لوقف العاصفة قبل أن تحقق كامل الأهداف التي انطلقت لأجلها، ورأوا في توقفها فرصة للحوثيين لتجميع فلولهم وسحب آلتهم العسكرية خارج نطاق المعارك لاسيما إلى "صعدة" حتى لا يضطروا إلى تسليم سلاحهم للسلطة الشرعية.

     أضف إلى أن الحوثيين إذا استطاعوا نقل أسلحتهم إلى "صعدة"، فإنهم ينقلون بذلك المعارك من العمق اليمني إلى الحدود السعودية، ويصبحون بذلك أقدر على التهديد، ويتضاعف خطرهم على السعودية وعلى الخليج بصفة عامة.

   لذلك فإن وقف الحرب، وإن كانت فيه مصلحة للجميع، فإنه غير مرحب به، من وجهة نظر الشارع السعودي، الذي بات متأكدا بأن خصمه لا يخفي أهدافه التوسعية.

وعلى الرغم من أن عودة نائب الرئيس اليمني ورئيس الحكومة خالد بحاح الى عدن شكلت منعطفا بارزا على مسار الحرب إلا أن التفاؤل بالمرحلة القادمة لا يزال مشوبا بحذر شديد ...

فالعودة إلى عدن وما تعنيه من إعادة ترتيب للبيت اليمني الداخلي قد تشي بأن الطريق من الرياض إلى صنعاء ما زال وعرًا جدًا. فالحوثيون لايزالون قادرين على الرد وإيصال نيرانهم إلى داخل الأراضي السعودية.

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا