وقالت ورموت خلال جلسات استماع في لجنة خاصة بمجلس الشيوخ الأمريكي: "حتى 15 سبتمبر/أيلول الجاري لدينا برنامج خاص بالتدريب نقوم وفقه بتدريب 100 مقاتل، كما يتوفر لدينا عناصر احتياط".
وفي وقت سابق قال الجنرال المتقاعد جون آلين منسق العمليات ضد تنظيم "داعش" أن الولايات المتحدة تخطط لتدريب 15 ألف مقاتل من المعارضة السورية.
من جانبه، قال الجنرال لويد أوستن قائد القيادة المركزية الأمريكية أمام الكونغرس الأربعاء، إن 4 أو 5 فقط من المعارضين السوريين الذين دربتهم الولايات المتحدة لا يزالون يقاتلون في سوريا. وأقر بأن الجيش الأمريكي يجري مراجعة واسعة لبرنامج التدريب.
وأضاف أنه يتوقع زيادة عدد المقاتلين السوريين الذين تدربهم واشنطن مع مرور الوقت. لكنه أقر بأن البرنامج تأخر كثيرا عن المواعيد المقررة وأن أهداف التدريب الأولية التي حددها الجيش لم تتحقق.
كانت الولايات المتحدة قد أعلنت عن إعداد برنامج خاص بتدريب عناصر ما أطلقت واشنطن عليه اسم "المعارضة السورية المعدلة" في عام 2014. وهو برنامج دافع عنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل عام من منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وإذا كان أوباما أقر وقتذاك بعدم وجود بديل عن حل سياسي للنزاع المسلح في سوريا، إلا أنه برر وضع الولايات المتحدة برنامجا سيمكن "المعارضة المعتدلة" من مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة، والتصدي لـ"قسوة نظام بشار الأسد" من جهة أخرى.
تصريحات تلتها سلسلة من لقاءات مبعوثي واشنطن، بمن فيهم نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، مع الجانب التركي للحصول على دعم أنقرة لتدريب مقاتلي المعارضة السورية "المعتدلة" من قبل خبراء أمريكيين. وتم إرسال "فريق تخطيط" أمريكي إلى تركيا في أكتوبر/تشرين أول عام 2014، تمهيدا لإطلاق عملية التدريب، التي وقعت واشنطن وأنقرة اتفاقا بشأنها بعد أربعة أشهر من ذلك. هذا وشاركت المملكة العربية السعودية وقطر بصفتهما حليفي واشنطن في المنطقة في تحقيق البرنامج المذكور على الصعيد العملي.
وفي أواخر مايو/أيار من العام الماضي أعلنت الولايات المتحدة عن دخول البرنامج حيز التنفيذ على الأراضي التركية لمحاربة تنظيم "داعش"، مع أن واشنطن لم تفصح عن تفاصيل حول عدد المجموعة الأولى من المقاتلين الذين يخضعون للتدريب في تركيا أو يحدد التوقيت الفعلي لبداية التدريب، في المقابل رفض البنتاغون التعقيب على هذا الموضوع.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في وقت سابق إنها تهدف إلى تدريب 15000 مقاتل سوري لمدة 3 سنوات في كل من تركيا والسعودية وقطر، كاشفة عن اختيار نحو 1200 كدفعة أولى من المقاتلين السوريين، للمشاركة في برنامج تدريب وتسليح يقودهم الجيش الأمريكي لمواجهة تنظيم "داعش"، وسيخضعون لعملية تدقيق قبل الانضمام لبرنامج التدريب.
هدف مشبوه
وأعلنت موسكو مرارا موقفها السلبي من هذا البرنامج، واصفة هدف تدريب فصائل المعارضة الروسية المسلحة في تركيا بـ"المشبوه"، على أساس أن المزاعم بأن ذلك يتم من أجل مواجهة تنظيم "داعش" تتجاهل وجود الجيش الحكومي السوري كقوة واقعية تجابه الإرهابيين.
وفي فبراير/شباط من هذا العام ذكرت وزارة الخارجية الروسية إلى أنه "ليس واضحا أين سيكون آلاف المسلحين بعد مرور الوقت وفي أية صفوف سيقاتلون عندئذ"، وذلك في إشارة منها غلى احتمال وقوع أسلحة هؤلاء المقاتلين وخبراتهم في أيدي الإرهابيين.
إعادة هيكلة البرنامج
في مطلع الشهر الحالي، أفادت صحيفة ""نيويورك تايمز" بأن واشنطن تنوي إعادة هيكلة برنامجها الخاص بتدريب مقاتلي "المعارضة المعتدلة" على قتال تنظيم "داعش" في سوريا. وجاء ذلك بمثابة اعتراف بعدم فعالية هذه القوة الناشئة، حسبما نقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية لم تكشف عن هوياتهم.
يذكر أنه في تموز/يوليو الماضي تعرض العديد من عناصر أول دفعة من المقاتلين الذين جرى تدريبهم في تركيا والأردن وعددهم 54 مقاتلا، لهجوم في سوريا من قبل "جبهة النصرة"، الجناح السوري من تنظيم القاعدة، وقبل ذلك بيوم قبض مسلحون على اثنين من قادة الوحدة المدعومة من الولايات المتحدة والعديد من مقاتليها، حسب الصحيفة.
وطبقا لوثائق سرية اطلعت عليها صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد أثبت الهجوم أن البرنامج يعاني من الكثير من نقاط الضعف، ولم يجر إعداد هؤلاء المقاتلين بالشكل الذي يمكنهم من صد هجوم، وأرسلوا إلى سوريا بأعداد غير كافية، حسب الصحيفة. وأضافت "نيويورك تايمز" أنه من المشاكل الأخرى أن هؤلاء المقاتلين لم يحظوا بدعم السكان المحليين، كما لم تكن لديهم معلومات استخباراتية كافية.
المصدر: وكالات