وشهدت قرى وأحياء مدينة القدس أمس الثلاثاء مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين احتجاجا على اقتحام المسجد الأقصى على مدار الأيام الماضية.
وتركزت المواجهات في قرى العيسوية والطور ومخيم شعفاط وحي الصوانة وبلدة سلوان في القدس.
وكانت وحدات خاصة من القوات الإسرائيلية قد اقتحمت على مدار الأيام الثلاثة الماضية باحات المسجد الأقصى وطاردت الفلسطينيين المعتصمين بداخله.
وأدت الاشتباكات التي اندلعت أمس في محيط المصلى القبلي إلى إصابة 26 فلسطينيا، في الوقت الذي أغلقت فيه بوابات المسجد أمام دخول المصلين وسمح للمستوطنين والسياحِ الأجانب بالدخول فقط.
من جهتها دعت فلسطين إلى تدخل المجتمع الدولي لمنع الاعتداءت الإسرائيلية، وسط تحذيرات أممية من توسع دائرة العنف خلف أسوار القدس الشرقية.
وفي بيان لها، طالبت الخارجية الفلسطينية بوقف مساعي الحكومة الإسرائيلية إلى تحويل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إلى صراع ديني، بسبب الاقتحام المتكرر للقوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى بهدف تأمين دخول المستوطنين واستخدام القوة وسط إطلاق كثيف للنار وقنابل الصوت والغاز ضد المصلين والمرابطين العزل في المسجد الأقصى.
كما دعت الخارجية المجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي، إلى تحمل مسؤولياتهم والتدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى وحماية المقدسات الدينية، وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة، وفقا لمبادئ القانون الدولي، واتفاقيات جنيف.
وحملت فلسطين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد غير المسبوق على الأقصى.
ودعا صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى ضرورة عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، بشأن الانتهاكات التي تمارسها القوات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، مضيفا أن مجلس الأمن سيشكل ضغطا على واشنطن لأنها الدولة الوحيدة القادرة على إيقاف إسرائيل، على حد قوله.
تحذيرات أممية من جر المنطقة إلى صراع أكبر
على الصعيد العالمي أعرب المنسق الخاص الروسي لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف عن قلقه من تواصل أعمال العنف في محيط المناطق المقدسة في القدس القديمة.
واعتبر ملادينوف أن مثل هذه الاستفزازات الجدية قادرة على إشعال العنف خارج أسوار المدينة القديمة في القدس.
كما حذر الاتحاد الأوروبي من أي "استفزاز" إثر تجدد المواجهات في المسجد الأقصى مجددا دعوته إلى الحفاظ على الوضع القائم في المسجد.
وأفادت مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية بأن تصعيد العنف يمثل استفزازا وتشجيعا على الكراهية والعنف، وخصوصا خلال فترة الأعياد اليهودية ومع اقتراب عيد الأضحى، مضيفة أن التزام كل الأطراف الهدوء وضبط النفس أمر ضروري في هذه الآونة.
الأردن يقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن لبحث أزمة الأقصى
قدم الأردن مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات الأخيرة التي تشهدها مدينة القدس الشرقية ومحيطها.
وينص مشروع البيان على دعوة مجلس الأمن جميع الأطراف إلى وقف التحريض وأعمال العنف، والاحترام التام للقانون الدولي، والسماح للمصلين المسلمين بالتعبد في المسجد الأقصى بسلام وهدوء، بعيدا عن العنف والتهديدات والاستفزازات.
وكانت الحكومة الأردنية قالت في وقت سابق إنها "تدرس بدقة" جميع الخيارات الدبلوماسية والقانونية، تجاه الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى، بما يحقق حماية المقدسات وصونها من الاعتداءات الإسرائيلية.
إسرائيل تدرس تشديد العقوبات على راشقي الحجارة
رغم توسع دائرة التنديد بتصاعد العنف بالقدس الشرقية، والدعوات المتكررة إلى تهدئة الأوضاع، تعمل السلطات الإسرائيلة على تشديد إجراءاتها في مواجهاتها مع الفلسطينيين، إذ أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في أعقاب جلسة طارئة للمجلس الوزاري أمس الثلاثاء أنه سيقوم بتشديد العقوبات على راشقي الحجارة في القدس.
وقال نتنياهو: أحارب بكل الآليات الممكنة ضد راشقي الحجارة، راشقي الزجاجات الحارقة والقنابل بدائية الصنع، وكل من يطلق الألعاب النارية بهدف المس بمواطنين ورجال شرطة".
كما كرر نتانياهو تمسكه "بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى"، مع تأكيده أنه "لن يسمح بالتشويش على زيارات يهود للموقع"، مؤكدا تمسكه بالحفاظ على الوضع القائم في "جبل الهيكل".
وفي ذات السياق، ذكرت مواقع إسرائيلية، أن الشرطة الإسرائيلية قررت تعزيز قواتها بالقدس من خلال نشر المئات من رجال الشرطة، في أعقاب المواجهات التي جرت بين قوات الأمن الإسرائيلية والمصلين.
المصدر: وكالات