واعتبرت "الحملة الوطنية لمنع دفن أنطوان لحد في لبنان" التي دعت للاعتصام في بيان لها أن "الخيانة ليست فعلا عرضيا ولا جريمة تسقط مع مرور الزمن" موضحة أن "قائد مليشيا جيش لبنان الجنوبي" لم يكن عميلا عاديا، بل احترف الإجرام ونافس الصهاينة في إجرامهم.
واتهمت الحملة لحد بأنه كان يعطي أوامر الاعتقال والتعذيب والإبعاد القسري والاغتصاب، حتى أنه منع دفن العديد من الشهداء في قرى جنوب لبنان التي كانت محتلة آنذاك.
واعتبرت أن لحد تخلى عن جنسيته اللبنانية عندما أصبح عميلا لإسرائيل، مؤكدة أن دفن جثمان لحد في لبنان أمر مرفوض رفضا قاطعا.
كما رفضت الحملة أي قانون عفو عن العملاء الفارين إلى إسرائيل، مؤكدة أن الاعتصام تحذيري وأولي. وقالت: "نحن مستعدون للتصعيد بحال ثبوت خبر عودة جثمان لحد إلى لبنان".
ورفضت الحملة "العقوبات المخفضة بحق العملاء خاصة أن القانون اللبناني واضح فيما يتعلق بالخيانة العظمى" مذكرة الحكومة اللبنانية أن هناك جثامين مقاومين لا تزال محتجزة لدى إسرائيل.
يذكر أن ميلشيات جيش لبنان الجنوبي أسستها إسرائيل أثناء احتلالها لجنوب لبنان في سبعينيات القرن الماضي، وهرب أغلب أعضائها إلى إسرائيل إثر تحرير الجنوب عام 2000.
وقد أثارت أنباء وفاة لحد ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد ظهور أنباء عن نية دفنه بناء على وصيته في قريته كفرقطرة بقضاء الشوف.
وكان لحد توفي عن عمر يناهز الـ 88 سنة في باريس يوم الخميس الماضي، وكان لحد ضابطاً في الجيش اللبناني، انشق عنه وانضم لمليشيا "سعد حداد" ليتولى قيادة جيش لبنان الجنوبي الموالي للاحتلال الإسرائيلي بعد وفاة حداد. وقد تعرض في الثمانينيات من القرن الماضي لمحاولة اغتيال على يد سهى بشارة التي حاولت تصفيته، فأصابته بطلقين ناريين في صدره وذراعه غير أنه نجا منها.
وقد دعا بعض النشطاء على "فيسبوك" الى اعتصام شعبي يوم الاثنين تحت عنوان: "لمنع إدخال جثة العميل أنطوان لحد الى لبنان"، كما برز على "تويتر" وسم "#انقبر_برا_لبنان" عبر فيه المغردون عن رفضهم لدفن لحد في لبنان.
وقالت @samiamebarki1: "إذا سمحوا بدفن #أنطوان_لحد في #لبنان فقد قطعوا آخر خرقة في برقع الحياء. عميل واختار البقاء لدى أسياده فليبق هناك. لا للإفلات من العقاب".
وحسب "السفير" عاش آخر أيامه متنقلاً بين إسرائيل وفرنسا، حيث مات دون أن يتلو حتى فعل الندامة، وبقي "كبير العملاء" يعتبر نفسه "بطلاً"، فصرّح منذ حوالي السنة "إنّ ملفاتنا أنظف من أن تلطخ بالعمالة. لولا وجودنا في الجنوب لكانت انتهت الهوية اللبنانية. حافظنا على الناس وعلى الأرض والإسرائيلي احترم حبنا للأرض وإخلاصنا لهويتنا.. ومن هنا أمنوا لنا"! فعاش ومات وفياً لجيش إسرائيل، الذي خذله.
اليوم، لم تفرح المناضلة الشيوعيّة سهى بشارة كثيراً لخبر موت قائد ما كان يسمى "جيش لبنان الجنوبي" منذ الـ1984. بالنسبة لها، كان العميل مشروعاً ومات "عندما عاد أبناء الوطن، أبناء الجنوب إلى الحجر والأرض. مات في 24 أيّار 2000".
هدف الاعتصام أن تعود الطائرة التي تحمل جثة لحد أدراجها من حيث أتت. هؤلاء يعدون أن يفترشوا الأرض بأجسادهم حتى لا تمرّ الجيفة إلى الشوف، وحتى لا تكون مقابر لبنان مطامر!
وحدهم عناصر ميليشيا "جيش لبنان الجنوبي" الذين يعيشون في فلسطين المحتلة، يترحّمون على لحد، الذي لم تأت وسائل الإعلام الإسرائيلي على سيرته، ونبذ المسؤولون الإسرائيليون نعي رجلهم، كما نبذوه في حياته.
ووحده رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" ووزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان غرّد خارج السرب فنعى لحد على الـ "فيسبوك" قائلاً: " كان أنطوان لحد رجلاً شجاعاً، تشارك مع إسرائيل وحدة المصير، وخاض نضالاً الى جانبنا في إطار تحالف حقيقي عقده ورجاله، لكن للأسف الشديد تخلت عنهم دولة إسرائيل".
المصدر: وكالات