وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" السبت 12 سبتمبر/أيلول بأن الملك قام بعد ذلك بزيارة المستشفى حيث يرقد الجرحى وهم من عدة جنسيات شملت الإيرانية والتركية والأفغانية والمصرية والباكستانية.
هذا وأكدت السلطات السعودية أن مناسك الحج ستجري كالمعتاد رغم الكارثة مع تأكيد الملك سلمان فتح تحقيق لمعرفة أسباب الحادث، وأصدرت أوامر لمقاول المشروع بتأمين باقي الرافعات المنصوبة في المسجد الحرام.
ولم تذكر "واس" جنسيات الضحايا إلا أن بعض الدول أكدت وجود ضحايا لها وهي إندونيسيا (قتيلان و31 جريحا) ماليزيا (10 جرحى و10 مفقودين) الهند (قتيلان و15 جريحا) إيران (15 جريحا) مصر (23 جريحا).
ونقلت "واس" عن أحمد بن محمد المنصوري المتحدث باسم الحرمين قوله إن الرافعة سقطت "نتيجة الرياح القوية والأمطار الغزيرة".
وشوهدت جموع غفيرة من المصلين ظهر السبت في وقت الصلاة في المسجد الحرام. ولا يزال قسم من موقع سقوط الرافعة مغلقا بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس "أ ف ب".
وتحيط بالمسجد الحرام عدة رافعات تستخدم في إنجاز مشروع ضخم لتوسعة الحرم ب 400 ألف متر مربع ما سيتيح استقبال 2,2 مليون شخص في وقت واحد.
وذكرت وكالة "أ ف ب" أن عدد الحجاج الذين قدموا إلى السعودية من الخارج بلغ نحو 800 ألف شخص لأداء الحج لهذا العام فيما بلغ عدد حجاج عام 2014 نحو مليوني حاج.
وكانت رافعة ضخمة سقطت الجمعة في المسجد الحرام أثناء تواجد المصلين قبل ساعة من صلاة المغرب خلال عاصفة، حيث قال المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري إنه في تمام الساعة الخامسة وعشر دقائق من عصر يوم الجمعة، ونتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحالة الجوية السيئة في مكة المكرمة سقط جزء من إحدى الرافعات في المسجد الحرام على جزء من المسعى في المسجد الحرام والطواف.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس" الجمعة عن دائرة الإفتاء الروسية بأنه لا وجود لمواطنين روس من بين الضحايا الذين سقطوا أو أصيبوا في الحادث، موضحة أن العدد الكلي للحجاج الروس يبلغ 16400 شخص عدد منهم يتواجدون في المدينة المنورة والجزء الآخر في طريقهم إلى المملكة العربية السعودية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد بعث للملك سلمان رسالة قدم فيها التعازي له ولذوي ضحايا الحادث، مشيرا إلى أن روسيا تشعر ببالغ الأسى لسقوط مثل هذا العدد الكبير من بين الحجاج.
ويعد هذا الحادث الأسوأ منذ سنوات شهدته البقاع المقدسة في السعودية حيث لم يشهد موسم الحج في السنوات الأخيرة حوادث كبيرة ذلك أن المملكة العربية السعودية أنفقت مليارات الدولارات لإنشاء بنى تحتية لتسهيل أداء مناسك الحج وانسياب جموع الحجاج.
يذكر أن مواسم حج سابقة شهدت حوادث راح ضحيتها الكثير من الأشخاص حيث سقط 1426 قتيلا في تدافع بنفق في عام 1990 وتكررت في عام 1994 حيث قتل 270.
وفي عام 1997 قتل 340 وأصيب 1500 آخرون في حريق نشب في خيام الحجاج بمنى، وقتل في العام الذي تلاه 180 شخصا خلال رمي الجمرات الأمر الذي تكرر في 2004 حيث قتل 251 وأصيب 244 آخرون بسبب التدافع.
وشهد حج عام 2006 حادثين الأول انهيار فندق بمدينة مكة راح ضحيته 76 شخصا ومن ثم قتل 363 آخرون في تدافع خلال رمي الجمرات.
المصدر: وكالات