وأعلن مجلس أمن إقليم كردستان العراق ذي الحكم الذاتي في بيان الجمعة 11 سبتمبر/أيلول أن الهجوم بدأ عند الفجر على جبهتين في محافظة كركوك الشمالية، وبحلول العصر كانت قوات البيشمركة قد سيطرت على منطقة تتجاوز مساحتها 150 كيلومترا مربعا.
وقال القيادي في القوات الكردية ريبوار حسن إن "قوات البشمركة شنت صباح اليوم الجمعة هجوما مباغتا على بعض القرى جنوب كركوك، والتي تخضع لسيطرة داعش"، مبينا أن "الهجوم نفذ من ثلاثة محاور طوقت بلدة داقوق والقرى التي تضمها، والقوات اخترقت خطوط داعش الأولى، وفاجأته بقوة غير متوقعة".
وأضاف: "جرى الهجوم بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي الذي يتسلم الإحداثيات مباشرة من قوات البيشمركة لتنفيذ ضرباته".
واستبق التحالف الدولي الهجوم البري بشن سلسلة غارات جوية على مواقع المتطرفين.
هذا وتضاربت الأنباء حول حصيلة القتلى في المعارك، فبينما أكد مجلس الإقليم في بيانه مقتل ما لا يقل عن 40 مسلحا في الهجوم بمنطقة داقوق على بعد نحو 175 كيلومترا شمالي العاصمة العراقية بغداد وقال مقاتلون أكراد شاركوا في المعركة ذاتها إن 8 من نحو 1500 من المسلحين قتلوا، ونقل موقع "السومرية نيوز" عن مصدر أمني في محافظة كركوك قوله إن 76 عنصرا من تنظيم "الدولة الإسلامية" سقطوا بين قتيل وجريح بالإضافة إلى ثلاثة عناصر من البيشمركة وأصيب 20 آخرون بينهم سكرتير الحزب الشيوعي الكردستاني.
وقال مجلس أمن الإقليم إن عملية الجمعة "ستضعف قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على تهديد المنطقة الكردية"، مشيرا إلى أن قوات البيشمركة سيطرت على جزء من الطريق الرئيسي بين كركوك و العاصمة العراقية بغداد.
وأضاف المجلس أن مقاتلات التحالف الدولي استهدفت عشرات المواقع التابعة لتنظيم "داعش" مقدمة بذلك دعما جويا عن قرب لقوات البشمركة حيث دمرت سيارة ملغومة.
وكانت قوات البيشمركة قد سيطرت الصيف الماضي على مدينة كركوك المتنازع عليها بالكامل بعد أن تركت قوات الجيش العراقي قواعدها هناك، إلا أن مناطق غرب المحافظة مثل الحويجة لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش".
وفي الأشهر الستة الماضية طهرت قوات البشمركة أكثر من 530 كيلومترا مربعا جنوب كركوك في سلسلة هجمات شنتها ضد التنظيم الإرهابي.
غير أنه لم يطرأ أي تغير يذكر على معظم خط المواجهة بين قوات البيشمركة الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية منذ شهور.
هذا ويسيطر الأكراد على معظم الأراضي التي يقولون إنها تابعة لهم وليس لديهم من الأسباب ما يدعو لمزيد من التقدم نحو البلدات والقرى ذات الأغلبية العربية إلا في حالة وجود تهديد مباشر لمناطقهم.
وباتت قوات البيشمركة بذلك حليفا مهما للتحالف بقيادة الولايات المتحدة إذ أنها أجبرت المسلحين المتطرفين على التقهقر شمال العراق وسعت خلال ذلك إلى طردهم من أراضيها حتى لجؤا إلى مناطق تقول بغداد إنها تابعة لها.
ومن المعروف أن للأكراد حلمهم في إنشاء دولتهم المستقلة والتي تضم مناطق وجودهم التي تمتد شرقا من إيران مرورا بتركيا والعراق وحتى سوريا غربا، لكن هذا الحلم يصطدم بتحديات جمة وفي مقدمتها رفض الأنظمة الحاكمة في تلك الدول قضية الانفصال، ومدى دعم الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة لهذا "الحلم الكردي".
وبالعودة إلى كردستان العراق فإن علاقة الإقليم وثيقة بالولايات المتحدة ودليل ذلك هو الضربات الجوية الأمريكية، التي بدأت قبل تشكيل التحالف والإعلان عن بدء عملياته عندما شارف مسلحو تنظيم "داعش" على الوصول إلى حدود كردستان، حيث شنت المقاتلات الأمريكية سلسلة غارات أجبرت التنظيم، على التراجع.
المصدر: وكالات