وبدأت عملية تغيير الأرضيات الرخامية المحطمة في منطقة الطواف، قبل أن تنتهي من أعمال إزالة الرافعة المنهارة، فيما مدت السلطات شريطا أمنيا في مساحة 500 متر مربع، تقع في منطقة السعي بين الصفا والمروة.
ومنعت السلطات دخول الحجاج إلى الطابقين الثاني والثالث من أجل أداء صلاة الفجر، بينما تجمع عشرات الأشخاص إضافة للحجاج لمشاهدة موقع الحادث.
وتعتبر الرافعة، التي سقطت، الأكبر من بين أكثر من 10 رافعات موجودة في المنطقة، وتستخدم من أجل توسعة منطقة الطواف في الحرم المكي.
وكان المتحدث الرسمي لرئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أحمد بن محمد المنصوري قد أعلن الجمعة 11 سبتمبر/أيلول أنه في تمام الساعة الخامسة وعشر دقائق من عصر يوم الجمعة، ونتيجة للعواصف الشديدة والرياح القوية والأمطار الغزيرة والحالة الجوية السيئة في مكة المكرمة سقط جزء من إحدى الرافعات في المسجد الحرام على جزء من المسعى في المسجد الحرام والطواف.
ويأتي هذا الحادث في الوقت الذي يستعد فيه مئات آلاف المسلمين من مختلف أنحاء العالم لأداء فريضة الحج في وقت لاحق من الشهر الحالي.
بوتين يعزي العاهل السعودي بسقوط الضحايا
قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعازي للملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بضحايا الحادث.
وفي رسالته أشار بوتين إلى أن روسيا تشعر ببالغ الأسى لسقوط مثل هذا العدد الكبير من الضحايا بين الحجاج، كما عبر عن تعازيه لعائلات الضحايا وذويهم، وعن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
ووثقت الصور التي تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، الضحايا وهم مضرجون في دمائهم وآثار الحطام بسبب سقوط جزء من الرافعة مخترقة أحد السقوف على ما يبدو.
لحظة سقوط الرافعة
مشهد آخر من سقوط الرافعة:
ووجه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادث، من جهته أوضح المدير العام للعلاقات العامة والإعلام في إمارة منطقة مكة المكرمة سلطان الدوسري أن أمير منطقة مكة يتابع مع الجهات المختصة الحادث.
وباشرت فرق الهلال الأحمر السعودي أعمال الإنقاذ في حادث سقوط الرافعة المتحركة بأكثر من 68 فرقة إسعاف.
وأوضح المدير العام لإدارة الحج والعمرة خالد الحبشي أن 49 مصابا نقلوا للمستشفيات القريبة من الحرم المكي بالإضافة لمعالجة عدد من الحالات التي كانت إصابتها طفيفة ولا تستدعي النقل، مشيرا إلى الاستعانة بفرق إسعاف من المراكز في مكة المكرمة وجدة والطائف وعرفة للدعم والمساندة بالإضافة إلى الفرق الموجودة في نقاط الفرز على باب علي وباب المروة والشبيكة وباب السلام في الحرم المكي .
وشهدت مكة المكرمة هطول أمطار غزيرة مصحوبة برياح شديدة وعواصف رعدية شملت ضواحيها والمحافظات التابعة لها.
وذكر الدفاع المدني السعودي في وقت سابق أنه وفقا للتقارير الصادرة من الرئاسة العامة للأرصاد، "تتعرض منطقة مكة المكرمة خلال الساعات القادمة إلى حالات جوية ممطرة". وأهاب الدفاع المدني بكافة المواطنين والمقيمين بأخذ الحيطة والالتزام بتعليمات وإرشادات الدفاع المدني.
وتشهد مناسك الحج، الذي يعد واحدا من أكبر التجمعات البشرية في العالم، بين الحين والآخر حوادث خاصة تلك التي تكون بسبب التدافع حين يسعى الحجاج لإكمال المناسك، وكان أشدها خلال السنوات الماضية وفاة مئات الحجاج في تدافع عام 2006.
وقررت السلطات السعودية بعد 2006 البدء بتوسيع مناطق المناسك الأساسية في الحج وتحسين نظام المواصلات في مكة في محاولة لمنع مثل هذه الكوارث. ولا تزال أعمال التوسيع قائمة ولهذا السبب تنتشر رافعات بناء في محيط الحرم في مكة المكرمة.
يذكر أن المنطقة المحيطة بمكة المكرمة معززة بنقاط التفتيش وغيرها من الإجراءات لمنع الناس من الوصول لمناطق الحج بدون ترخيص، فيما لجأت السلطات السعودية لزيادة تلك الإجراءات الهادفة لتقليل التجمعات التي يمكن أن تؤدي للتدافع والحد من الحرائق والتهديدات، وخاصة في الأعوام الماضية مع تنامي التحديات الأمنية في الشرق الأوسط.
ومن الإجراءات الأخرى التي نفذت العام الماضي تقليص الأعداد المسموح بها من الحجاج لأسباب تتعلق بالسلامة مع تنفيذ أعمال التوسيع للمسجد الحرام.
المصدر: وكالات