مباشر

مظاهرات مؤيدة لاستقبال اللاجئين في مختلف أنحاء أوروبا

تابعوا RT على
شهدت مدن أوروبية السبت 12 سبتمبر/أيلول مسيرات مؤيدة لاستقبال اللاجئين، في وقت أعربت فيه العديد من الدول الأوروبية عن رفضها لنظام الحصص الإلزامية الذي تطالب به برلين وبروكسل.

ومن المفترض أن تضم المظاهرات عشرات الآلاف في لندن، وبرلين، ومدريد، والعديد من المدن الأخرى في أوروبا التي يصل إليها اللاجئون أحيانا في ظروف مروعة بالإضافة إلى مخاطر الرحلة، مثلما هو الحال في هنغاريا.

وفي الوقت نفسه تم الإعلان عن بعض المظاهرات ضد استقبال اللاجئين في بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا.

على صعيد متصل أعرب رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان في مقابلة مع صحيفة "بيلد" الألمانية عن تأييده لخطة مساعدة بقيمة ثلاثة مليارات يورو للدول المجاورة لسوريا بهدف حل أزمة اللاجئين.

وقال أوربان السبت 12 سبتمبر/أيلول في مقاطع من المقابلة نشرتها الصحيفة "لدينا خطة سأعرضها على قادة الاتحاد الأوروبي في اجتماعنا القادم" تنص على "دعم مالي مكثف للدول المجاورة لسوريا" وهي الأردن ولبنان وتركيا.

وحتى وقت قريب كان اللاجئون السوريون الفارون من الحرب يستقرون في دول الجوار الثلاث التي استقبلت نحو أربعة ملايين سوري.

لكن الوضع تغير في الأشهر الأخيرة وبدأت أعداد متزايدة من اللاجئين السوريين تغامر بعبور البحر المتوسط باتجاه أوروبا.

وأضاف أوربان "إذا احتاج الأمر المزيد من المال سنرفع المساعدة حتى نضوب سيل المهاجرين. وهذا يعفينا من نقاش لا ينتهي لقضايا الميزانية. الأمر يتطلب مساعدة عاجلة الآن".

وتابع أوربان أن المهاجرين "لا يأتون من مناطق حرب بل من مخيمات تقع (في هذه الدول المجاورة لسوريا). وكانوا هناك في أمان. وهؤلاء الناس لا يفرون من خطر فروا أصلا منه ولم يعد هناك خطر على حياتهم".

واعتبر أن اللاجئين لا يأتون الى أوروبا "بحثا عن الأمن بل عن حياة أفضل من حياة المخيم. يريدون حياة ألمانية وربما سويدية".

خمس دول في الاتحاد الأوروبي ترفض آلية توزيع اللاجئين

وكانت خمس دول في شرق أوروبا رفضت الجمعة 11 سبتمبر/أيلول آلية أقرها البرلمان الأوروبي بشأن توزيع اللاجئين على الدول الأعضاء في الاتحاد.

وأوضح ممثلو هنغاريا وسلوفاكيا والتشيك وبولندا إضافة إلى الدنمارك موقفهم الرافض لخطة البرلمان الأوروبي، وذلك في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي انعقد في العاصمة التشيكية براغ، مطالبين بأن تراقب كل دولة المجموعة التي تستطيع قبولها من اللاجئين.

تدفق آلاف اللاجئين إلى أوروبا وانقسام سياسي حول معالجة الأزمة

أعلنت الأمم المتحدة أن حوالي 7600 مهاجر معظمهم من اللاجئين السوريين وصلوا إلى مقدونيا من اليونان خلال الساعات الـ24 الأخيرة.

وقال ألكسندر كراوز المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة 11 سبتمبر/ أيلول، "لدينا معلومات من زملائنا اليونانيين تشير إلى أن الحافلات (التي تقل المهاجرين) في طريقها، وبالتالي فإنهم سيصلون قريبا، ويواصل المهاجرون التدفق".

وأعلنت الدنمارك الجمعة أنها لن تشارك في الخطة التي طرحها رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر لتقاسم 160 ألف لاجئ بين دول الاتحاد الأوروبي.

من جهة أخرى أغلقت السلطات النمساوية الطريق A4 قرب الحدود مع هنغاريا بسبب تدفق المهاجرين الذين يتوجهون سيرا على الأقدام باتجاه العاصمة فيينا.

وأوضح متحدث باسم شرطة ولاية بورغنلاند النمساوية أن الطريق أغلق بعد أن وجد عشرات المهاجرين فيه.

وأكد المتحدث أن حوالي 8 آلاف من المهاجرين عبروا الحدود الهنغارية النمساوية الخميس وأن نحو 3,6 آلاف قد عبروا هذه الحدود الجمعة.

برلين تحذر من أن الأزمة قد تكون أكبر تحد في تاريخ الاتحاد

فيما اعتبر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن أزمة اللجوء قد تكون أكبر تحد لدول الاتحاد الأوروبي في تاريخه، وذكر الوزير أن ألمانيا تتوقع خلال اليومين القادمين وصول حوالي أربعين ألف لاجئ قادمين من البلدان المجاورة، قائلا: "على الرغم من الاستعداد الشعبي للمساعدة وتقديم العون فإن إمكانياتنا أيضا بدأت تتناقص".

وفي هذا الصدد صرح شتاينماير: "مثل هذا التحدي لا يمكن لأي دولة بمفردها أن تنجح فيه .. بل سيتوقف الأمر هنا على التضامن الأوروبي".

من جانبه أكد وزير مالية بافاريا الألمانية مرقس سودر أن قدرات البلاد لن تكفي لاستيعاب العدد المتزايد من اللاجئين القادمين إلى ألمانيا.

وقال سودر إن قرار المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل فتح الحدود مؤقتا واستضافة جميع اللاجئين السوريين كان استثنائيا لكنه قد يتحول إلى قاعدة، محذرا من خطر التحديات طويلة الأمد بسبب اختلاف قيم الكثير من اللاجئين عن القيم الأوروبية. وأشار إلى أن هناك حاجة إلى الوقت من أجل إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني وليس فقط لإعادة توزيعهم.

وأكد الوزير البافاري أن ألمانيا لا يمكن أن تكون دائما بلدا مضيفا لجميع اللاجئين في العالم.

وقد وصل نحو 44 ألف لاجئ إلى ألمانيا في سبتمبر/أيلول الحالي، معظمهم دخلوا ألمانيا عبر الحدود بين النمسا وبافاريا.

ولم يستبعد رئيس الاستخبارات الألمانية غيرهارد شيندلر سابقا أن يتسلل إرهابيون من تنظيم "داعش" إلى ألمانيا في صفوف اللاجئين.

من جهته أعلن وزير الداخلية الإسباني خورخيه فرناندس دياس الجمعة أن الحكومة الإسبانية ستتخذ الإجراءات المطلوبة من أجل منع دخول مسلحين مرتبطين بتنظيم "داعش" الإرهابي في صفوف اللاجئين القادمين إلى إسبانيا.

وأكد الوزير أن الأجهزة الأمنية تعتبر مستوى الخطر الإرهابي في البلاد "عاليا"، مشيرا إلى أن البلاد ستسضيف اللاجئين في أي حال لكن ذلك يجب أن يتم وفقا لإجراءات أمنية محددة.

يذكر أن الحكومة الإسبانية وافقت على اقتراح المفوضية الأوروبية بشأن استضافة 14,9 ألف لاجئ.

ضغوط على واشنطن من أجل استقبال اللاجئين

على صعيد آخر تتعرض الولايات المتحدة لضغوط، بما في ذلك من جانب جماعات حقوق الإنسان، لتقديم مزيد من المساعدة من أجل إعادة توطين اللاجئين السوريين.

لذلك اضطر المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي لنفي فكرة أن واشنطن لا تفعل ما فيه الكفاية، موضحا أن الولايات المتحدة تعيد توطين اللاجئين من جميع أنحاء العالم أكثر من أي دولة أخرى بحوالي 40 ألف كل عام.

وقال كيربي إن البرنامج الأمريكي لقبول اللاجئين قام بتوطين حوالي 70 ألف شخص في الولايات المتحدة من مناطق الصراع في جميع أنحاء العالم في ميزانية عام 2014.

وقالت وزارة الخارجية إن واشنطن بحلول نهاية السنة المالية الحالية في 30 سبتمبر/ أيلول ستكون قد أعادت توطين 1500 لاجئ سوري في الولايات المتحدة.

وكان الرئيس أوباما قد وعد باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري بشكل إضافي.

المصدر: وكالات

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا