وقال يونكر في خطاب حول وضع الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان الأوروبي الأربعاء 9 سبتمبر/أيلول، إن "حوالي 500 ألف من اللاجئين وصلوا إلى أوروبا منذ بداية العام. وهؤلاء الناس يهربون من الحرب في سوريا وتنظيم داعش في ليبيا والنظام الاستبدادي في إريتريا".
وأوضح أن أكثر من 200 ألف لاجئ وصلوا إلى اليونان ونحو 150 ألف إلى هنغاريا و120 ألف إلى إيطاليا، مشيرا إلى أن هذه الأرقام تثير مخاوف البعض، إلا أنه يجب اتخاذ إجراءات حازمة ومنسقة من قبل أعضاء ومؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وأكد أن تسوية أزمة اللاجئين يجب أن تكون إحدى أولويات الاتحاد الأوروبي، قائلا "الأهم هو مسألة الإنسانية والكرامة الإنسانية". وقال: "يجب ألا ننسى أبدا لماذا منح اللجوء واحترام الحق الأساسي في اللجوء مهم للغاية"، مضيفا أن "الكل في أوروبا في أوقات مختلفة كان لاجئا".
وأكد رئيس المفوضية الأوروبية أن "ما يحدث في سوريا اليوم قد يحدث في أوكرانيا غدا، لذلك يجب ألا نفرق بين اللاجئين على أساس الدين أو المعتقدات".
وقال يونكر إن نسبة اللاجئين في الاتحاد الأوروبي تبلغ فقط 0,11% من عدد سكانه، بينما يصل عددهم إلى 25% من عدد السكان في لبنان، داعيا الأوروبيين إلى استضافة المزيد من اللاجئين.
واقترح رئيس المفوضية الأوروبية على دول الاتحاد استضافة 120 ألف شخص من اللاجئين يوجدون حاليا في اليونان وإيطاليا وهنغاريا.
وأضاف: "نحن عززنا وجودنا في البحر الأبيض المتوسط بثلاثة أضعاف وأنقذنا منذ بداية الصيف 120 ألف شخص"، مشيرا إلى أن 41 سفينة و3 مروحيات وطائرتين تشارك في عملية الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط.
وأكد جان-كلود يونكر في خطابه ضرورة شرعنة الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي من خلال تحديد طرق شرعية للهجرة إلى الاتحاد، ودعا إلى "تحقيق الاستقرار" في مجال الهجرة في البلقان.
وقال إنه يجب منح اللاجئين حق العمل منذ اليوم الأول منذ وصولهم إلى الاتحاد، ليتمكنوا من الحصول على مصادر الرزق، داعيا إلى تغيير قوانين الدول الأوروبية. وأضاف: "يجب أن تتحول الهجرة من المشكلة إلى فرصة جديدة للاتحاد الأوروبي، ويجب أن تأتي مواهب إلى أوروبا".
يذكر في هذا الصدد أن غالبة الدول الأوروبية تحظر العمل للاجئين من أجل حماية سوق العمل الأوروبية.
يونكر يدعو إلى زيادة المساعدات إلى تركيا ولبنان والأردن ودول إفريقية
وأكد يونكر أن المفوضية الأوروبية ستخصص مساعدات مالية لتركيا والأردن ولبنان من أجل إقامة اللاجئين، مضيفا أن المفوضية ترحب بجهود هذه الدول التي منحت مأوى لأكثر من 4 ملايين من السوريين.
واقترح على دول الاتحاد الأوروبي إنشاء صندوق ائتمان بمبلغ 1,8 مليار يورو لتقديم مساعدات إلى دول إفريقيا من أجل تخفيض عدد اللاجئين القادمين من القارة السمراء إلى أوروبا، وأوضح "نريد من خلال هذا الصندوق توفير استقرار اقتصادي مستديم من أجل معالجة أسباب الهجرة".
من جهة أخرى، أشار يونكر إلى أن المفوضية الأوروبية تعد قائمة "دول آمنة" تحترم فيها حقوق الإنسان من أجل التفرقة بين المهاجرين بسبب تدني الوضع الاقتصادي واللاجئين من الحروب والنزاعات.
وقال إن هذا القائمة ستضم كل دول البلقان المرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن هذه الدول لن تبقى مرشحة لدخول الاتحاد في حال خروجها من قائمة "الدول الآمنة".
ميركل: القيم الأوروبية قد تكون مهددة في حال فشل معالجة قضية اللاجئين
من جهتها أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن القيم الأوروبية قد تكون مهددة في حال فشل الاتحاد الأوروبي في معالجة قضية اللاجئين.
وقالت ميركل في كلمة ألقاها في البرلمان الألماني الأربعاء: "في حال فشل أوروبا في معالجة قضية اللاجئين فإننا سنفقد ذلك الزخم الحاسم الذي يحرك أوروبا الموحدة. ويدور الحديث عن العلاقة الوثيقة بحقوق الإنسان العامة التي كانت تحدد أوروبا منذ البداية ويجب العمل بها في المستقبل".
ودعت المستشارة الألمانية إلى الاستفادة من خبرة ألمانيا نفسها في استيعاب المهاجرين في الستينات من القرن الماضي، وجعل عملية تكامل اللاجئين في المجتمع الألماني مهمة أولوية، مؤكدة أن ذلك سيزيد الفرص على حساب الأخطار في حال نجاح جهود التكامل.
وبحسب تنبؤات الحكومة الألمانية فإن حوالي 800 ألف من طلاب اللجوء سيصلون إلى البلاد العام الحالي.
المصدر: وكالات