ورغم التطور الكبير الذي شهده العقد الفائت في مجال استكشاف الكوكب الأحمر، إلا أن المعلومات المغلوطة والأخبار "التشويقية" التي تفتقد للدقة العلمية لا تزال تجذب جمهوراً كبيراً حول العالم. وبعض الأخبار القديمة لا تزال تشكل محوراً لـ"نظريات المؤامرة" العلمية واتهام المؤسسات العلمية بإخفاء أدلة على وجود الحياة على الكوكب الأحمر.
ويتصدر "الوجه البشري" على سطح المريخ قائمة الأخبار التي لا تزال تنسج النظريات حولها. فما حقيقة "الوجه البشري" على المريخ؟
الوجه البشري على سطح المريخ
بدأت الضجة الإعلامية حول "الوجه البشري" بصورة التقطها مسبار وكالة ناسا "فايكينغ 1" عام 1976. ويظهر في الصورة مجسم ضخم بارز على سطح المريخ بتفاصيل تشبه إلى حد كبير وجهاً بشرياً، واعتبره محللون إشارة على وجود حضارة عاقلة. واستمرت موجة الفضول العام رغم الصور الجديدة التي التقطتها وكالة ناسا والوكالة الأوروبية لذات المنطقة من سطح المريخ عام 1998، وتوضيح أن الصورة ليست سوى خداع بصري لمرتفع صخري طبيعي لا وجود لأي مؤشرات نحت عليه.
المريخ سيظهر في السماء بحجم القمر!
يتكرر خبر "احتمال ظهور المريخ في السماء بحجم القمر" كل عام تقريباً في شهر أغسطس/آب. وهو خبر لم ولن يكون دقيقاً، لأن أقصر مسافة للمريخ من الأرض لن تسمح له بالظهور في سماء الأرض أكبر من نجمة لامعة للعين المجردة. والحقيقة أنه باستخدام تيليسكوب بقوة تكبير تصل إلى 75، يمكن بالفعل رؤية المريخ أثناء اقترابه الأعظمي من الأرض بحجم يقارب حجم القمر.
امرأة على سطح الكوكب الأحمر
أثارت صورة ملتقطة من وكالة ناسا زوبعة أخبار تفيد بوجود الحياة على المريخ. يظهر في الصورة جسم يشبه إلى حد كبير امرأة في وضعية جلوس فوق صخرة. ولكن وكالة ناسا أوضحت أن المجسم ليس إلا حجرة لا يتجاوز طولها عدة سنتيمترات، ولكنه قريب من عدسة الكاميرا.
سحلية زاحفة على المريخ
عام 2013 ظهرت صورة ملتقطة من مسبار كيريوسيتي تظهر "مخلوقاً" أشبه بالحرباء أثار نظريات وجود الحياة على الكوكب الأحمر، واستمر الجدل حول الصورة مطولاً على شبكة الانترنت. ولكن "السحلية" المريخية لم تكن سوى صخرة هي الأخرى.
الجرذ المريخي
صورة أخرى ملتقطة من مسبار كيريوسيتي تظهر هذه المرة "جرذاً" مريخياً، التقطت في سبتمبر/أيلول من عام 2012. ولكن العلماء أوضحوا مجدداً لعشاق نظرية المخلوقات الفضائية أن الصورة مهما كانت قريبة إلى الشكل الحقيقي لجرذ، فإنها لن تلغي حقيقة أن الكوكب الأحمر لا تتوفر فيه أدنى الظروف المناسبة لتكون الحياة واستمرارها.
مكونات عضوية داعمة للحياة على الكوكب الأحمر
أواخر عام 2012 ظهرت معلومات مبنية على تصريحات مبهمة من كبير علماء مهمة كيريوسيتي في ناسا، تفيد باكتشاف مكونات عضوية على سطح المريخ قد تشكل لبنة أساسية لتطور أشكال معينة من الأحياء. تبين لاحقاً أنه لا حقيقة لهذه المعلومات. ولكن الصدفة شاءت أن تتأكد المعلومة عام 2014 باكتشاف جديد يظهر أدلة وجود عناصر من بينها الكربون في مكونات عضوية معقدة.
المصدر: ماشابل