وأعلنت الحكومة المصرية وشركة الطاقة الإيطالية "إيني" أمس الأحد 30 أغسطس/اَب، عن هذا الاكتشاف الذي قد يوفر لمصر احتياطات عملاقة من الغاز.
وقالت "إيني" إن المعلومات الأولية توضح أن الاكتشاف الجديد يحتوي على احتياطيات أصلية تقدر بحوالي 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما أكدته وزارة البترول المصرية في بيانها.
وأضافت الشركة الإيطالية أن الاكتشاف هو الأكبر على الإطلاق في البحر المتوسط وقد يصبح واحدا من أكبر اكتشافات الغاز في العالم.
ويغطي الاكتشاف الذي أطلق عليه حقل "ظهر" مساحة 100 كيلو متر مربع على عمق 4757 قدما (1450 مترا) ويصل عمقه الأقصى لحوالي 13553 قدما (4131 مترا).
وعلى صعيد التداولات، ارتفع سهم "إيني" بنسبة 4% عند فتح السوق في أوروبا بعد الإعلان عن اكتشاف حقل غاز عملاق في مصر.
من جهته قال وزير البترول والثروة المعدنية المصري شريف إسماعيل إن هذا الاكتشاف يسهم في جذب المزيد من الاستثمارات لتكثيف عمليات البحث والاستكشاف لدعم الاحتياطيات وزيادة معدلات الإنتاج التي توليها وزارة البترول أهمية أولى في إطار هدفها الاستراتيجي لتأمين احتياجات البلاد من المنتجات البترولية والغاز الطبيعي.
وخلال العامين الماضيين، وقعت مصر 56 اتفاقية بترولية باستثمارات حدها الأدنى أكثر من 13 مليار دولار وحفرت 254 بئرا على الأقل، حسب وزارة البترول المصرية.
ومن المتوقع أن يشكل الاكتشاف الجديد تحولا في "سيناريو الطاقة في مصر" حيث ستصبح قادرة على تلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي لعقود مع احتمال تحولها من مستورد إلى مصدر للطاقة.
وترى شركة "إيني" أن عمليات تنمية الحقل الجديد ستستغرق حوالي 4 سنوات لتبدأ في تلبية احتياجات السوق المحلي.
وكانت " إيني" اكتشفت في شهر يوليو/تموز الماضي بمنطقة الدلتا في مصر في منطقة أبو ماضي الغربية على بعد 120 كيلومترا شمال شرقي الإسكندرية، حقلا للغاز تصل احتياطياته إلى 15 مليار متر مكعب.
وتمتلك "إيني" من خلال شركتها في مصر "إيوك" 75% من منطقة امتياز غرب أبو ماضي بينما تمتلك "بي بي" البريطانية 25%.
وتعمل "إيني" في مصر منذ أكثر من 60 عاما من خلال شركة "إيوك" التابعة لها، وتعد "إيني" أحد المنتجين الرئيسيين للطاقة في مصر، حيث يبلغ حجم إنتاجها اليومي نحو 180 ألف برميل من المكافئ النفطي.
وتحاول مصر التي تعاني من وضع اقتصادي متدهور منذ عام 2011 اجتذاب استثمارات أجنبية لتنشيط اقتصادها خاصة في مجال الاكتشافات البترولية.
وفي مارس/آذار الماضي، وقعت مصر خلال مؤتمر اقتصادي عالمي نظمته عقدا مع العملاق النفطي "بريتش بتروليوم" باستثمار بقيمة 12 مليار دولار في حقل غاز بغرب دلتا النيل. ويمكن أن يؤمن هذا المشروع لدى الانتهاء منه إنتاجا من الغاز يبلغ ربع الإنتاج الحالي.
وعانت مصر خلال السنوات القليلة الماضية من انقطاعات طويلة في خدمة الكهرباء خاصة في فصل الصيف وتعمل على تحويل عدد كبير من محطات الكهرباء للعمل بالغاز الطبيعي عوضا عن المازوت.
وتوقع وزير النفط المصري شريف إسماعيل في فبراير/شباط توقف مصر عن استيراد الغاز الطبيعي المسال في عام 2020 مع اكتمال مشروعات تطوير الحقول وظهور نتائج الاتفاقيات التي وقعتها مصر مع الشركات الأجنبية.
المصدر: وكالات